شاركهما الشافعي أيضا في خطأ آخر في هذا الباب وهو قولهم كلهم: أن لا يقاس متعمد التسليم من الصلاة قبل اتمامها في ايجاب السجدتين عليه على المسلم من الصلاة قبل اتمامها نسيانا فهذه صفة القياس وصفة أقوالهم في قياساتهم كلها يهدم بعضها بعضا وينقض بعضها بعضا * قال أبو محمد: فإذ لا حجة في ايجاب الكفارة على قاتل العمد لامن قرآن ولا من سنة فان الله تعالى يقول: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) وقال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ان دماءكم وأموالكم عليكم حرام " فصح أن الدين كل قد كمل وبينه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبيقين ندري أنه لو كان في قتل العمد كفارة محدودة لبينها الله تعالى كما بين لنا الكفارة في قتل الخطأ، وكما بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجود القود أو الدية أو المفاداة في ذلك فإذ لم يخبرنا الله تعالى بشئ من ذلك ولا أوجبه هو ولا رسوله صلى الله عليه وسلم فنحن نشهد بشهادة الله تعالى أنه ما أراد قط كفارة محدودة في ذلك ولكن الله تعالى يقول: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة) إلى قوله تعالى (وكفى بنا حاسبين) وقال تعالى: (ان الحسنات يذهبن السيئات) فمن ابتلى بقتل مسلم عمدا فقد ابتلى بأكبر الكبائر بعد الشرك وترك الصلاة ففرض عليه أن يسعى في خلاص نفسه من النار فليكثر من فعل الخير العتق والصدقة والجهاد والحج والصوم والصلاة وذكر الله تعالى فلعله يأتي من ذلك بمقدار يوازى إساءته في القتل فيسقط عنه ونسأل الله العافية * 2092 - مسألة - جارية أذهبت عذرة أخرى أو رجل فعل ذلك بجماع أو غيره * قال أبو محمد: نا عبد الله بن ربيع نا عبد الله بن محمد بن عثمان نا أحمد بن خالد نا علي بن عبد العزيز نا الحجاج بن المنهال نا حماد بن سلمة أنا جعفر بن أبي وحشية عن الشعبي ان جواري من أهل حمص كن يتزاورن ويتهادين فارن وأشرن فلعبن الاخرقة فركبت واحدة على الأخرى ونخستها الثالثة فوقعت فذهبت عذرتها فسأل عبد الملك بن مروان قبيصة بن ذؤيب. وفضالة بن عبيد عن ذلك؟ فقالا جميعا: الدية ثلاثة أثلاث وتبقى حصتها لأنها أعانت على نفسها فكتب إلى العراق فسأل عبد لله ابن معقل بن مقرن عن ذلك فقال برين من نطفها إلا من نخستها * وقال الشعبي مثل قول عبد الله، وقال الشعبي: لها العقر * وبه إلى حماد بن داود عن عبد الله بن قيس أن ثلاث جوار قالت إحداهن: أنا الزوج وقالت الأخرى: أنا الزوجة وقالت الأخرى: أنا
(٥١٦)