قال أبو محمد: أما عند أصحابنا فلا يضمن عندهم أحد في شئ من ذلك، فلما اختلفوا كما ذكرنا وجب علينا أن ننظر في ذلك لنعلم الحق من ذلك فنتبعه فنظرنا في قول من قال بالتضمن فوجدناهم يذكرون ما روينا من طريق عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من اخرج من حده شيئا فأصاب انسانا فهو ضامن " * حدثنا أحمد بن محمد الطلمنكي نا ابن مفرج نا محمد بن أيوب الرقى نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار نا عمرو بن مالك الصائغ عن الحسن عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أخرج عن حده شيئا فأصاب به انسانا فهو ضامن "، وقد روى ذلك عن علي ولا يعرف له مخالف من الصحابة رضي الله عنهم * قال أبو محمد: ما نعلم لهم شيئا غير هذا وكل هذا لا شئ، أما الخبر المذكور فلا يصح لأنه مرسل عن الحسن والمرسل لا حجة فيه ولم يسنده أحد الا حماد بن مالك وليس بالقوى قاله البزار وغيره فسقط التعلق به، وأما الرواية عن علي فباطلة لأنها عن الحجاج بن أرطاة و عبد الوهاب بن مجاهد وكلاهما في غاية السقوط ثم عن الحكم ومجاهد وكلاهما لم يدرك علي بن أبي طالب فسقط الخبر جملة الا عن إبراهيم وشريح. وحماد. وقول عن الشافعي لا يصح، وقد صح عن الحكم في بعض ذلك أنه لا يضمن * قال على: فلم يبقى للمضمنين حجة أصلا وقد صح أن الأموال محرمة فلا يحل الزام أحد غرامة لم يوجبها نص أو اجماع فوجب أن لا ضمان في شئ من ذلك وبالله تعالى التوفيق * 2102 مسألة: الحائط يقع فيتلف نفسا أو مالا * قال على: روينا من طريق عبد الرزاق عن سفيان عن جابر الجعفي عن الشعبي عن شريح في الحائط إذا كان مائلا قال إن شهدوا عليه ضمن وعن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في الجدار إذا كان مائلا إذا شهدوا على صاحبه فوقع على انسان فقتله فإنه يضمن، وعن إبراهيم النخعي مثل قول شريح في الجدار المائل، وقال آخرون غير هذا كما روينا من طريق ابن وضاح نا سحنون نا ابن وهب أخبرني يونس هو ابن يزيد عن ابن شهاب أنه قال في الرجل مال جدار لجاره أو انصدع فقال له اكسر جدارك هذا فانا نخافه فأبى عليه ثم إن الجدار سقط فقتل عبد الذي نهاه أو حرا من أهله قال لا نرى عليه شيئا وقد فرط وأساء، وأما المتأخرون فان ابن أبي ليلى قال: ان علم صاحب الجدار بميله وضعفه فتركه فهو ضامن وان لم يعلم لم يضمن، وبه يقول أبو ثور، وقال سفيان الثوري ان لم يشهدوا عليه لم يضمن وإن كان معتدلا وهو مشقوق لم يجبر على نقضه، وقال إسحاق بن راهويه يضمن ما أصاب
(٥٢٧)