قال أبو محمد رضي الله عنه: يزيد الرقاشي ضعيف لا يحتج به، وذكروا ما رويناه من طريق حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من قرأ بخمسمائة إلى الف آية أصبح وله قنطار في الآخرة والقنطار دية أحدكم اثنا عشر ألفا " * قال أبو محمد رضي الله عنه: هذا مرسل ولا حجة في مرسل الا ان الحنيفيين نقضوا هاهنا أصولهم أقبح نقض لأنهم يقولون: المرسل والمسند سواء وكلاهما أولى من النظر، وتركوا ههنا هذه المراسيل وهم يحتجون في نصر رأى أبي حنيفة بمثلها وباسقط منها فصح انهم متلاعبون لا تحقيق عندهم إلا في نصر رأى أبي حنيفة الذي رضوا به بدلا من القرآن ومن بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم * وقالوا: لعل هذه الآثار إنما أراد فيها بذكر الاثني عشر ألفا انها وزن كل عشرة منها وزن ستة مثاقيل * قال أبو محمد رضي الله عنه: وهذا من أسخف كلام في الأرض لان العشرة آلاف درهم عندهم لا يختلفون انها وزن سبعة آلاف مثقال ولا يختلف المالكيون في أن الاثني عشر ألف درهم هي وزن ثمانية آلاف مثقال وأربعمائة فعاد قولهم لعلها وزن ستة مثاقيل في العشرة هذيا نالم يعقل قط قديما ولا حديثا، وشغب المالكيون أيضا بخبر رويناه من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل انا عبد الله بن عون الخراز نا عفيف بن سالم الموصلي عن عبد الله بن المؤمل عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة بنت طلحة قالت: كان حبان يطلع على عائشة أم المؤمنين فخرجت عليه مرة بعد مرة فأبى إلا أن يظهر فعدت عليه بحديدة فقتلته فأتيت في منامها فقيل لها أقتلت فلانا اما انه قد كان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لا يطلع عليك لا حاسرا ولا متجردا إلا أنه كان يسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم فاخذها ما تقدم وما تأخر فذكرت ذلك لأبيها فقال: تصدقي باثني عشر ألف درهم ديته * قال أبو محمد رضي الله عنه: هذا لا شئ عفيف بن سالم مجهول لا يدرى من هو، وعبد الله بن المؤمل هو المكي ضعيف لا يحتج به، وأشبه ما في هذا الباب فخبر رويناه من طريق يحيى بن سعيد القطان نا أبو يونس حاتم بن أبي صغيرة عن ابن أبي مليكة عن عائشة بنت طلحة من عائشة أم المؤمنين انها قتلت جانا فاتيت في منامها وقيل لها والله لقد قتلته مسلما قالت: لو كان مسلما لم يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقيل أو كان يدخل عليك الا وعليك ثيابك فأصبحت فزعة فأمرت باثني عشر ألف درهم فجعلتها في سبيل الله عز وجل *