رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ادعى ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لسودة أم المؤمنين اعتدى فكان طلاقا ثم راجعها * قال أبو محمد: وهذا كذب موضوع ما صح قط ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق امرأة من نسائه الا حفصة فقط ثم راجعها. وأما سودة فلا. إنما جاء فيها انها وهبت يومها وليلتها لما أسنت لعائشة رضي الله عنها: وجاء انه عليه الصلاة والسلام أراد فراقها فلما رغبت إليه عليه الصلاة والسلام في امساكها وتجعل يومها وليلتها لعائشة لم يفارقها فبقي من دونه عليه الصلاة والسلام فذكر عن ابن مسعود انها طلقة: وصح هذا أيضا عن إبراهيم. ومكحول.
والأوزاعي. وصح عن عطاء انه طلاق: وصح عن قتادة انها طلقة واحدة فان كررها ثلاث مرات فهي ثلاث تطليقات إلا أن يقول أردت افهامها فهو كما قال وروى عن الشعبي هي واحدة نوى ثلاثا أو أقل: وعن الحسن ان قال أنت طالق اعتدى فهي اثنتان إلا أن ينوى واحدة وكان قتادة يجعلها اثنتين. وقال أبو حنيفة: ان نوى بقوله اعتدى طلاقا فهو طلاق وان قال لم أنه طلاقا فإن كان في غير غضب وفي غير ذكر طلاق صدق وإن كان في ذكر طلاق أو في غضب لم يصدق ولزمته طلقة واحدة رجعية سواء قال لم أنو طلاقا أو قال نويت طلاقا بلا عدد أو قال نويت طلقة رجعية أو قال نويت بائنة أو قال نويت طلقتين رجعيتين أو قال نويت طلقتين بائنتين أو قال نويت ثلاثا قالوا فان قال لها اعتدى اعتدى اعتدى فان قال نويت طلقة واحدة أو قال لم أنو شيئا فهي ثلاث ولابد: وان قال نويت بالأولى طلاقا ونويت بالاثنتين الحيض صدق قالوا فان قال: اعتدى ثلاثا سئل عن نيته فان قال نويت واحدة تعتد لها ثلاث حيض صدق قال أبو محمد: هذه شرائع لا تقبل من أحد الا من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى الذي لا يسأل عما يفعل وأما من دونه فهي ضلالات ووساوس وتلاعب ونعوذ بالله من الخذلان مع أن هذه التقاسيم الفاسدة لم تحفظ عن أحد سلف قبل أبي حنيفة: وقال مالك ان قال لامرأته اعتدى فإنه ينوى فان قال لم أنو طلاقا لم يصدق ولزمته طلقة رجعية: وكذلك ان نوى طلاقا بغير عدد: فان قال نويت اثنتين فهي اثنتان وان قال نويت ثلاثا فهي ثلاث وهذا أيضا تقسيم لا يعرف عن أحد قبله فإذ ليس في هذا أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يحل ابطال نكاح صحيح وتحريم فرج واحلاله بآراء فاسدة بغر نص وبالله تعالى التوفيق * واما الألفاظ التي فيها آثار عن الصحابة رضي الله عنهم لا عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي الخلية وقد خلوت منى والبرية وقد بارأتك وأنت مبرأة وحبلك على غاربك والحرج والتخيير والتمليك وقد وهبتك فاما التحريم والتخيير والتمليك وقد وهبتك فقد ذكرناها ونذكر البواقي ها هنا إن شاء الله تعالى (فمن ذلك الخلية) روينا من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل. عن أبيه. عن محمد