وبركاته فأوحى الله إليه: أنا السلام، والرحمة والبركات أنت وذريتك ثم أوحى الله إليه أن لا يلتفت يسارا) (١) وهذا ينفي ما ذكره الشهيد في الذكرى في ذيل صحيحة علي بن جعفر.
وأما التسليم على المأمومين، ورد المأموم على الإمام، وقصد الملائكة والحفظة أيضا; فكل هذا يظهر من رواية المفضل أيضا، مضافا إلى أن الأنبياء والرسل والملائكة المقربين وجبرئيل وميكائيل كلهم مذكورون في أدعية التشهد، كما في موثقة أبي بصير الطويلة (٢).
وقد يقال باستحباب قصد المسلمين من الجن والإنس (٣)، ولا بعد فيه، سيما في قوله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
ويستحب أيضا أن يترجم الإمام للمأمومين بالسلامة والأمان من العذاب، فروى في الفقيه مرسلا عن الصادق عليه السلام: أن رجلا سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى قول الإمام السلام عليكم، فقال: (إن الإمام يترجم عن الله عز وجل ويقول في ترجمته لأهل الجماعة: أمان لكم من عذاب الله يوم القيامة) (٤) وفي رواية المفضل بن عمر (إنه يقول لمن خلفه: سلمتم وآمنتم من عذاب الله عز وجل (٥).
وقيل: يجب أن يقصد المأموم بالأولى الرد على الإمام (٦)، لقوله تعالى: ﴿وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها﴾ (7)