ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن وما تحتهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين... الحديث " قال في المدارك " وذكر المفيد وجمع من الأصحاب أنه يقول قبل التحميد: " وسلام على المرسلين " وسئل عنه المصنف في الفتاوى فجوزه لأنه بلفظ القرآن، ولا ريب في الجواز لكن جعله في أثناء كلمات الفرج مع خروجه عنها ليس بجيد " انتهى. أقول: فيه أن ما رواه في الفقيه مرسلا (1) عن الصادق (عليه السلام) مع قوله بعد ذكر الرواية: " وهذه هي كلمات الفرج " ظاهر في دخول " وسلام على المرسلين " كما هو المنقول عن المفيد ومن تبعه، ومثله أيضا ما ذكره في الفقه الرضوي حيث قال (عليه السلام) في هذا المقام (2): " ويستحب تلقين كلمات الفرج وهي لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " وأما جواب المحقق كما نقله فهو أيضا ناشئ عن عدم الوقوف على الرواية. لكن العجب هنا من صاحبي الوافي والوسائل أنهما في نقلهما حديث الفقيه لم يذكرا فيه هذه الزيادة، ولعل ما عندهما من نسخ الكتاب كان عاريا عن ذلك إلا أنها موجودة فيما عندنا من نسخ الكتاب، وعلى ذلك أيضا نبه الشيخ محمد ابن الشيخ حسن في شرحه على الكتاب. وهو يدل على وجودها في كتابه حتى أنه رجح ثبوتها بعد أن نقل صحيحة زرارة خالية منها فقال: " ولعل الصدوق أثبت في النقل وأبعد من السهو " وإلى ذلك أيضا يشير كلام المولى محمد تقي المجلسي في شرحه على الكتاب. وكيف كان فلا يخفى أن الأخبار المذكورة مختلفة في تأدية هذه الكلمات التي هي كلمات الفرج ولا وجه للجمع بينها إلا العمل بكل منها ويرجع إلى التخيير في ذلك.
(الثالثة) - أن ما تضمنته صحيحة محمد بن مسلم وحفص بن البختري (3) من قولهما (عليهما السلام): " إنكم تلقنون موتاكم... الخ " لا يخلو من اشكال وتعدد وجوه الاحتمال