يسلم وجود مثل هذا الفرد، بل يجب في الجملة اعلامه بوجه.
ولو لم يكن أصلا، ما نقول بامكانه البتة، لاستحالة عقاب مثله على الله عقلا، وعدم وصول النبوة أو الإمامة البتة.
ولأنه لولا ذلك، لزم افحام الأنبياء، وعدم التكليف بالكلية، فيلزم الفساد في العالم، فلا بد أن يلقى الله تعالى في قلبه وجوب الاسماع والتفتيش والتفسير حتى يرتفع محذور تكليف الجاهل والمذكورات.
وأنه يكفي في الأصول أيضا مجرد الوصول إلى الحق بمثل ما مر مرارا، وأنه يكفي ذلك لصحة العبادة المشروطة بالقربة، من غير اشتراط البرهان والحجة على ثبوت الواجب وجميع الصفات الثبوتية والسلبية والنبوة والإمامة وجميع أحوال القبر ويوم القيامة، بل يكفي في الايمان اليقين ثبوت الواجب والوحدانية والصفات في الجملة باظهار الشهادة به وبالرسالة وبإمامة الأئمة، وعدم انكار ما علم من الدين بالضرورة ويلزمه اعتقاد ساير المذكورات في الجملة.
هذا ظني، قد استفدته أيضا من كلام منسوب إلى أفضل العلماء وصدر الحكماء نصير الحق والشريعة ومعين الفرقة الناجية بالبراهين العقلية والنقلية على حقية مذهب الشيعة الاثنا عشرية نفعه الله بعلومه الدينية وحشره الله مع محمد خاتم الرسالة وآله الأمناء الأئمة عليهم أفضل السلام والتحية.
ومما يؤيده الشريعة السهلة السمحة، وإن البنت (التي ما رأت أحدا إلا والديها مع فرضهما متعبدين بالدين الحق، فكيف الغير) إذا بلغت تسعا " يجب عليها جميع ما يجب على غيرها من المكلفين على ما هو المشهور عند الأصحاب، مع أنها ما تعرف شيئا، فكيف يمكنها تعلم كل الأصول بالدليل، والفروع من أهلها على التفصيل المذكور، قبل العبادة، مثل الصلاة على أن تحقيقها العدالة في غاية الاشكال كما مر. وقد لا يمكن لها فهم الأصول بالتقليد فكيف بالدليل. وعلى ما ترى أنه قد صعب على أكثر الناس من الرجال والنساء جدا فهم شئ من