لا بد من المثل بالمعنى الذي في الآية، لا في اللفظ والصورة، فالأحسن يجوز بالطريق الأولى وقد مر تأويل الرواية.
الثاني: لو سلم عليه بغير لفظ سلام عليكم من صيغ السلام: هل يجب الرد أم لا، الظاهر ذلك لصدق التحية والمثل في الآية والخبر الصحيح، ومنه يعلم وجوب الجواب عن السلام عليكم ونحوه، والعجب أن المصنف تردد في المنتهى في وجوب الجواب عن غير سلام عليكم من الصيغ الأخر المشتملة على السلام، مع أنه قال:
لو حياه بغير السلام، فعندي فيه التردد، وأقر به جواز رده لعموم الآية.
تذنيب لو قال: الله يصبحكم بالخير، أو قال صباحك ومسائك ونحو ذلك فيما إذا كان عادة في التحية ويصدق عليه ذلك يمكن وجوب الرد بالمثل، أو بالأحسن، لعموم التحية في الآية.
ولكن التحية في الآية فسرت بالسلام وكذا في اللغة، قال: في مجمع البيان:
اللغة: التحية السلام، يقال: حيى يحيى تحية إذا سلم، ونقل شعرا وقال: المعنى:
إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها، أمر الله تعالى المسلمين برد السلام على المسلم، وفي القاموس التحية السلام، إلا أن التحية في اللغة مشتقة من الحياة، في القاموس حياك الله أبقاك، وإذا كان مثل صباحك ومساك يعد في عرف تحية، لا يبعد دخوله تحت الآية كما نقلناه من المنتهى.
ولا ينافي كونه بمعنى السلام أيضا، لعله المراد في مجمع البيان، تأمل، و لا يبعد كون الأولى، الدعاء له في الصلاة مع استحقاقه له بعبارة صريحة فيه ومتداولة في لسان أهل الشرع مع قصد الرد، ولا يخرج بذلك عن كونه دعاء كما قال في المنتهى: إن سلام عليكم، لا يخرج عن كونه قرآنا بقصد الرد، وإن من منع الجواز