أما أولا: فلأن أهل العربية نصوا على أن الإعراب بالمجاورة لا يقاس عليه، وإذا خرج إلى هذا الحد في الشذوذ، استحال حمل كلام الله تعالى عليه.
وأما ثانيا: فلأن الأخفش (١)، قال: إنه لم يرد الإعراب بالمجاورة في كتاب الله تعالى. فكيف يصح حمله عليه مع إنكار مثل هذا الرجل له.
وأما ثالثا: فلأن الإعراب بالمجاورة إنما يسوغ في موضع يزول فيه الاشتباه، كما في المثل والبيت، أما في مثل هذه الآية فلا.
وأما رابعا: فلأن المجاورة إنما تصح مع عدم حرف العطف، كما في المثال والبيت، أما مع وجوده فلا.
وقوله تعالى ﴿وحور عين﴾ (٢) على قراءة من قرأ بالجر ليس من هذا الباب، قال أبو علي الفارسي (٣) في كتابه الحجة: هو عطف على قوله: ﴿أولئك المقربون * في جنات النعيم﴾ (4) ويكون قد حذف المضاف، وتقديره: أولئك في جنات النعيم وفي مقارنة حور عين أو في معاشر حور عين (5). وهذا الوجه حسن على أن أكثر القراء قرأوا