قال أبو محمد: هذا مرسل لا ندري من اخبر سعيدا بذلك فهو ساقط، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في المطلقة ثلاثا ليس لها سكنى ولا نفقة الذي أوردنا قبل بأصح اسناد يبطل هذه الظنون الكاذبة كلها ويبين انه ليس ذلك في فاطمة وحدها بل في كل مطلقة ثلاثا * وذكروا ما ناه حمام نا عباس بن اصبغ نا محمد بن عبد الملك بن أيمن نا مطلب نا أبو صالح - هو عبد الله بن صالح كاتب الليث - حدثني الليث حدثين عقيل عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن فذكر حديث فاطمة ثم قال: فأنكر الناس عليها ما كانت تحدث من خروجها من قبل ان تحل * قال أبو محمد: وهذا ساقط لأنه من رواية عبد الله بن صالح وهو ضعيف جدا كما ذكرنا قبل، ولا ندري من هؤلاء الناس وإنما ندري ان الحجة تقوم على الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم لا أن الحجة تقوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس وانكار من أنكر ذلك من الناس هو الذي يجب ان ينكر حقا * وذكروا ما روينا من طريق مسلم نا إسحاق بن إبراهيم أرنا عبد الرزاق أرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فذكر حديث فاطمة هذا فقال مروان:
لم يسمع هذا الحديث الا من امرأة سنأخذ بالعصمة التي وجدنا الناس عليها * قال أبو محمد: لو أن مروان تورع هذا الورع حيث شق عصى المسلمين وخرج على ابن الزبير أمير المؤمنين بلا تأويل ولا تمويه فأخذ بالعصمة التي وجد جميع الناس وأهل الاسلام عليها من القول بامامة ابن الزبير من أقصى اعمال إفريقية إلى أقصى خراسان حاشى أهل الأردن لكان أولى به وانجى له في آخرته، وقد ذكرنا اختلاف الصحابة رضي الله عنهم فيما ادعى فيه العصمة * واحتجوا بما روينا من طريق مسلم نا محمد بن المثنى نا حفص بن غياث نا هشام بن عروة عن أبيه عن فاطمة بنت قيس قالت: " قلت يا رسول الله: ان زوجي طلقني ثلاثا وانا أخاف ان يقتحم على قال فأمرها فتحولت " * قال أبو محمد: هذا كما ترون فتأملوا قوله فأمرها فتحولت ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من كلام فاطمة لان نصه قال فأمرها فتحولت فصح انه من كلام عروة، ولا يخلو هذا الخبر من أن يكون لم يسمعه عروة من فاطمة فيكون مرسلا، ويوضح ذلك أنه ما خبرنا به يونس به عبد الله بن مغيث قال نا محمد بن أحمد بن خالد نا أبى نا محمد بن وضاح نا أبو بكر بن أبي شيبة عن حفص بن غياث عن هشام بن