عروة عن أبيه قال: قالت فاطمة بنت قيس: يا رسول الله انى أخاف ان يقتحم على فأمرها ان تتحول، فإن كان هذا هو أصل الخبر فهو منقطع ولا حجة في منقطع أو يكون عروة سمعه من فاطمة فلا حجة فيه أيضا لأنه ليس فيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما أمرك بالتحول من أجل خوفك أن يقتحم عليك إذا لم يقل عليه الصلاة والسلام هذا فلا يحل لمسلم يخاف النار ان يقول إنه عليه الصلاة والسلام إنما أمرها بالتحول من أجل ذلك لأنه اخبار عنه عليه الصلاة والسلام بما لم يخبر به عن نفسه، وعلى كل حال فقد صح من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن. والشعبي. وأبى بكر به أبى الجهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا سكنى لها ولا نفقة أفترون النفقة سقطت خوف الاقتحام عليها هذا كله خدش في المصفا، وقوله عليه الصلاة والسلام بل المطلقة ثلاثا لا سكنى لها ولا نفقة يغنى عن هذا كله وعن تكلف الظنون الكاذبة وبالله تعالى التوفيق، فمل يبق الا انكار عمر، وعائشة أم المؤمنين عليها فكان ماذا فقد وافقها جابر بن عبد الله. وابن عباس. وعياش بن أبي ربيعة، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم فما الذي جعل رأى عائشة وعمر أولى من رأى من ذكرنا، فكيف ولا حجة في شئ من ذلك إنما لحجة على كل أحد ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نعلن ونهتف ونصرح ان رأى أم المؤمنين. وعمر أمير المؤمنين لا نأخذ به إذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافه، ولا يحل الاخذ برأيهما حينئذ ولا ان يقول أحد عندهما في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة كتماها فليصرحوا هم بأن يقولوا: ان رأى عمر. وأم المؤمنين أحق ان يتبع مما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يروا حالهم عند الله تعالى وعند أهل الاسلام وليت شعري أين كان عنهم هذا الانقياد لام المؤمنين عائشة إذ لم يلتفتوا قولها بتحريم رضاع الكبير إذ قد نسبوا إليها ما قد برأها الله تعالى (1) عنه من أنها تولج حجاب الله تعالى الذي ضربه على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يحل له ولوجه، فهذه هي العظيمة التي تقشعر منها جلود المؤمنين، وفي اباحتها للمتوفى عنها ان تعتد حيث شاءت، وأين كانوا من هذه الطاعة لعمر رضي الله عنه إذ خالفوه في المسح على العمامة وجعلوه يفتى بالصلاة بغير وضوء، وما قد جمعناه عليهم مما قد خالفوهما فيه (2) في كتاب أفردناه لذلك إذا تأمله المتأمل رآهم كأنهم مغرمون بخلاف الصاحب فيما وافق فيه السنة وتقليده في رأى وهم فيه أبدا ولكن من لم يعد كلامه من عمله كثر كلامه بالباطل وحسبنا الله ونعم الوكيل، فصح خبر فاطمة كالشمس لأنها من المهاجرات المبايعات الأول كما روينا من طريق مسلم [نا عبد الوارث بن
(٣٠٠)