تتزوج ان شاءت * قال أبو محمد: وقد جاء من طريق سعيد بن المسيب. وعمرو بن دينار. والزهري غير ما ذكرنا آنفا عنهم كما روينا من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار قال: ان عمر بن الخطاب امر ولى المغيب عنها زوجها أن يطلقها * ومن طريق عبد الرازق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان قضيا في المفقود أن امرأته تتربص أربع سنين وأربعة أشهر وعشرا بعد ذلك ثم تتزوج فان جاء زوجها الأول خير بين الصداق وبين امرأته * قال أبو محمد: ليس معمر دون مالك: وأما الزهري (1) فأحفظ من يحيى بن سعيد ورواية سعيد هذه عن عثمان صحيحة لأنه أدركه وجالسه وقتل عثمان رضي الله عنه وابن المسيب له عشرون سنة، ومن طريق عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني عطاء الخراساني أن ابن شهاب أخبره أن عمر وعثمان قضيا في ميراث المفقود أنه يقسم من يوم تمضى الأربع السنون وتستقبل امرأته عدة أربعة أشهر وعشرا، ومن طريق سعيد بن منصور ثنا سفيان - هو ابن عيينة - عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة ان امرأة فقدت زوجها فلبثت ما شاء الله تعالى ثم أتت عمر بن الخطاب فأمرها أن تتربص أربع سنين فلم يجئ فأمر عمر وليه أن يطلقها ثم أمرها أن تعتد فإذا انقضت عدتها فان جاء زوجها خيره بينها وبين الصداق، ومن طريق حماد بن سلمة (2) عن أيوب السختياني عن أبي المليح الهذلي أن رجلا ركب البحر فتيه به فتزوجت امرأته وأمهات أولاده وقسم ميراثه فقدم بعد ذلك فارتفعوا إلى عثمان بن عفان فخير الرجل بين امرأته وبين الصداق ورد عليه أمهات أولاده وجعل في أولادهن الفداء فلما قتل عثمان رضي الله عنه ارتفعوا إلى علي بن أبي طالب فقضى بمثل قضاء عثمان، ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني أن أبا المليح بن أسامة سئل عن امرأة المفقود؟ فقال أبو مليح:
حدثتني سهيمة بنت عرم الشيبانية أنها فقدت زوجها في غزاة غزاها فلم يدر أهلك أم لا فتربصت أربع سنين ثم تزوجت فجاء زوجها الأول فركب هو وزوجها الثاني إلى عمان فأخبراه، فقال عثمان يخير الأول بين امرأته وبين صداقها فلم يلبث ان