فكان اول من أجاب وصدق (1) فأسلم و سلم فاخوه (2) وابن عمه علي بن ابيطالب فصدقه بالغيب المكتوم واثره على كل حميم ووقاه كل هول وواساه بنفسه في كل خوف فحارب حربه وسالم سلمه فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الازل ومقامات الروع حتى برز سابقا لا نظير له في جهاده ولا مقارب له في فعله وقد رأيتك تساميه وأنت أنت، وهو هو، السابق المبرز في كل خير، اول الناس اسلاما وأصدق الناس نية واطيب الناس ذرية وافضل الناس زوجة وخير الناس ابن عم.
وانت اللعين بن اللعين لم تزل انت وابوك تبغيان لدين الله الغوائل، وتجهدان على اطفاء نور الله، وتجمعان على ذلك الجموع وتبذلان فيه المال وتخالفان في ذلك القتال (3) على ذلك مات ابوك، وعلى ذلك خلفته، والشاهد عليك بذلك من يأوى ويلجأ اليك من بقية الاحزاب ورؤس النفاق والشقاق لرسول الله، والشاهد لعلي مع فضله وسابقته القديمة، انصاره الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن ففضلهم واثنى عليهم من المهاجرين والانصار، فهم معه في كتائب وعصايب يجالدون حوله باسيافهم ويهريقون دماءهم دونه يرون الفضل في اتباعه والشقاق والعصيان في خلافه، فكيف يالك الويل تعدل نفسك بعلي، وهو وارث رسول الله ووصيه وابو ولده واول الناس له اتباعا وآخرهم به عهدا، يخبره بسره ويشركه في امره، وانت عدوه وابن عدوه، فتمتع في دنياك ما استطعت بباطلك وليمددك ابن العاص في غوايتك فكان أجلك قد انقضى وكيدك قد وهى، وسوف تستبين لمن تكون العاقبة العليا، واعلم انك انما تكايد ربك الذي قد آمنت كيده وآيست من روحه وهو لك بالمرصاد، وانت منه في غرور، وبالله وباهل بيت رسوله عنك