يزيد هل يحكم بفسقه ام لا؟ وهل يكون ذلك مرخصا له فيه؟ وهل كان يزيد قتل الحسين ام كان قصده الدفع؟ وهل يسوغ الترحم عليه ام السكوت عنه افضل؟ تنعم بازالة الاشتباه منا.
فاجاب لايجوز لعن المسلم أصلا، ومن لعن المسلم فهو الملعون، وقد قال رسول الله المسلم ليس بلعان، وكيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك، وحرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي ويزيد صح اسلامه، وما صح قتله الحسين ولا أمره به ولا رضاه بذلك، ومهما لم يصح منه لا يجوز أن يظن ذلك به، فان اسائة الظن بالمسلم أيضا حرام، وقد قال الله تعالى (اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم) [12 الحجرات 49] وقال النبي ان الله حرم من المسلم ماله ودمه وعرضه وان يظن به ظن السوء.
ومن زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به فينبغي أن يعلم أن به غاية الحماقة فان من قتل من الاكابر والوزراء والسلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من قتله، ومن الذي أمر بقتله، ومن الذي رضي به، ومن الذي كرهه لم يقدر على ذلك وان كان قد قتل في جواره وزمانه وهو يشاهده فكيف لو كان في [مكان ظ] بعيد وزمن قديم قد انقضى، فكيف يعلم ذلك فيما انقضى قريب من أربعمأة سنة في مكان بعيد، وقد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الاحاديث من الجوانب فهذا أمر لا يعرف حقيقته أصلا، واذا لم يعرف وجب احسان الظن بكل مسلم.
وعلى هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلما فذهب أهل الحق انه ليس بكافر والقتل ليس بكفر بل هو معصية، واذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة والكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنه فكيف من تاب عن قتل، وبم يعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة، وهو الذي يقبل التوبة عن عباده، فاذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين، ومن لعنه كان فاسقا عاصيا لله تعالى، ولو جاز لعنه فسكت