للمريض أربع خصال: يرفع عنه القلم ويأمر الله تعالى الملك فيكتب له كل فضل كان يعمله في صحته ويتبع مرضه كل عضو في جسده فيستخرج ذنوبه منه فإن مات مات مغفورا له وإن عاش عاش مغفورا له " وعن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي (عليهم السلام) (1) " أنه عاد سلمان الفارسي فقال له: يا سلمان ما من أحد من شيعتنا يصيبه وجع إلا بذنب قد سبق منه وذلك الوجع تطهير له. فقال له سلمان: فليس لنا في شئ من ذلك أجر خلا التطهير؟ قال علي (عليه السلام): يا سلمان لكم الأجر بالصبر عليه والتضرع إلى الله تعالى والدعاء له بهما تكتب لكم الحسنات وترفع لكم الدرجات، فأما الوجع خاصة فهو تطهير وكفارة " وعن الباقر (عليه السلام) (2) قال: " كان الناس يعتبطون اعتباطا فلما كان زمان إبراهيم (عليه السلام) قال: يا رب اجعل للموت علة يؤجر بها الميت ويسلي بها عن المصاب، قال: فأنزل الله تعالى الموم وهو البرسام ثم أنزل بعده الداء ".
أقول: الاعتباط بالمهملتين أولا وآخرا: نزول الموت بغير علة. والموم بضم الميم والبرسام: علة معروفة يهذي فيها، يقال: برسم الرجل فهو مبرسم، والداء سائر أنواع المرض وعن أبي عبد الله (عليه السلام) (3) قال: أكثر من يموت من موالينا بالبطن الذريع " أقول: البطن محركة: داء البطن، يقال بطن الرجل على صيغة المجهول:
اشتكى بطنه، والذريع: السريع الكثير، وهو عبارة عن كثرة الاسهال وسرعته بسبب انطلاق البطن. وعن الصادق (عليه السلام) " أن أعداءنا يموتون بالطاعون وأنتم تموتون بعلة البطون ألا إنها علامة فيكم يا معشر الشيعة " وعن الصادق (عليه السلام) " ما من داء إلا وهو شارع إلى الجسد ينتظر متى يؤمر به فيأخذه " قال في الكافي وفي رواية أخرى " إلا الحمى فإنها ترد ورودا " وعن الصادق (عليه السلام) قال: