قال على: فوجدنا هذا الخبر لا حجة لهم فيه لان النبي صلى الله عليه وسلم جعل الدية لمن له أن يستقيد وأخبر أنهم أهله والإخوة للأم والزوج والزوجة يقع عليهم اسم أهل على ما نذكر إن شاء الله تعالى في باب من له عن القود العفو أو القصاص، وقد صح النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف ما قلتم كما روينا من طريق مسلم نا قتيبة بن سعيد نا ليث - هو ابن سعد - عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنين امرأة من بنى لحيان سقط ميتا بغرة عبد أو أمة غير أن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ميراثها لبنيها [وزوجها] (1) وأن العقل على عصبتها * قال أبو محمد: فصح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالميراث لغير من قضى عليه بالعقل فبطل قولهم بيقين، وقد حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل الخطأ بان الدية لأهل المقتول مسلمة، وأن الدية في العمد لأهل المقتول واجبة لهم ان أرادوا أخذها، وصح انه ليس للقتل نوع الا عمد أو خطا فصحت الدية بيقين لأهل المقتول والزوجة من أهله كما روينا من طريق البخاري نا الأويسي نا إبراهيم - هو ابن سعد - عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال أخبرني عروة. وابن المسيب. وعلقمة بن وقاص وعبيد الله ابن عبد الله بن عتبة عن عائشة حين قال لها أهل الإفك ما قالوا قالت: ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب. وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يسألهما وهو يستشيرهما في فراق أهله فاما أسامة فأشار بالذي يعلم من براءة أهله وأما على فقال: لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير واسأل الجارية تصدقك فقال: هل رأيت من شئ ريبك قالت: ما رأيت شيئا (2) أكثر من أنها جاريه حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتاتي الداجن فتأكله فقام على المنبر فقال: " يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي وانه (3) ما علمت من أهلي الا خيرا " ومن طريق عروة قال: لما أخبرت عائشة بالامر قالت: يا رسول الله أتأذن لي أن انطلق إلى أهلي؟ فاذن لها وأرسل معها الغلام، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سمى زوجته أهلا وأخبر انها أهله وقد قالت له بريرة: تنام عن عجين أهلها وبلا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له في ذلك العجين نصيب فهو عليه الصلاة والسلام أهلها أيضا، وقد استأذنته في الانطلاق إلى أهلها وقد كان لها أخ لام معروف فصح أن هؤلاء كلهم داخلون في الأهل فإذ الدية بنص القرآن ونص السنة للأهل والزوجة والزوج والإخوة للأم أهل فحظهم في الدية
(٤٧٦)