إذ يقول: (فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) الآية ففعلنا فوجدنا نص قوله تعالى: (فمن تصدق به فهو كفارة له) جاء بلغة العرب كما قال تعالى (بلسان عربي مبين) ووجدنا في لغة العرب الضمير راجعا ولابد إلى أقرب مذكور الا بدليل ووجدنا أقرب مذكور إلى (فهو كفارة له) الضمير الذي في تصدق به وهو ضمير المجني عليه المتصدق فلا يجوز اخراجه عن هذا الا بدليل ولا دليل على ذلك وأما المتصدق عليه فان الجاني فيما دون النفس إذا عفا عنه المجني عليه فان غفر له وتصدق بحقه عليه فلا شك في أنه مغفور له ومكفر عنه لان صاحب الحق قد اسقط حقه قبله، واما إذا لم يغفر له ولكنه أخر طلبه إلى الآخرة وأسقطه في الدنيا فبلا شك ندري ان حقه باق له قبله وانه سيقتص يوم القيامة من حسناته، واما من قتل آخر فعليه حقان حق المقتول في ظلمه إياه وحق الولي في اخذ القود. فان عفا الولي فإنما عفا عن حق نفسه ولا عفو له في حق غيره - وهو المقتول - فحق المقتول باق عليه كما كان لقول الله تعالى: (ولا تكسب كل نفس الا عليها) وكما اخبر صلى الله عليه وسلم * روينا من طريق مسلم نا قتيبة. وابن حجر قالا جميعا: نا إسماعيل - هو ابن جعفر - عن العلاء هو ابن عبد الرحمن - عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: ان المفلس من أمتي يأتي يوم القيمة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء " * ومن طريق البخاري نا عمر بن حفص بن غياث نا أبى نا الأعمش حدثني شقيق قال:
سمعت عبد الله بن مسعود يقول: " قال النبي صلى الله عليه وسلم: أول ما يقضى بين الناس في الدماء " * وبه إلى البخاري نا إسماعيل - هو ابن أبي أويس - نا مالك عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة " ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كانت له مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل ان يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم تكن له حسنات يؤخذ من سيئات صاحبه فطرحت عليه " * ومن طريق البخاري نا الصلت بن محمد نا يزيد بن زريع نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي المتوكل الناجي ان أبا سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخلص المؤمنون من النار فيحسبون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص