نعلم عن صاحب ولا تابع غير ما أوردنا فخالف الحنيفيون: والمالكيون، والشافعيون كل هؤلاء لاختراع لهم فاسد وبايجاب القيمة التي لم تأت من أحد نعلمه قبل أبن حنيفة ثم اتبعه مالك والشافعي. وقد جاء في ذلك اثران نذكرهما روينا من طريق عبد الرزاق عن سفيان ابن عيينة عن زكريا - هو ابن أبي زائدة - عن الشعبي قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبى العرب في الجاهلية ان فداء الرجل ثمان من الإبل وان في الأنثى عشر قال سفيان:
فأخبرني مجالد عن الشعبي ان ذلك شكى إلى عمر بن الخطاب فجعل فداء الرجل أربعمائة درهم * ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن عكرمة مولى ابن عباس قال:
قضى النبي صلى الله عليه وسلم في فداء رقيق العرب من أنفسهم في الرجل إذا سبى في الجاهلية بثمان من الإبل وفى ابن الأمة بوصيفين وصيفين لكل انسان منهم ذكر وأنثى وقضى في سبية الجاهلية بعشر من الإبل وفي ولدها من العبد بوصيفين يفديه موالي أمه وهم عصبتها لهم ميراثها وميراثه ما لم يعتق أبوه وقضى في سبى الاسلام بستة من الإبل في الرجل والمرأة والصبي فذلك فداء العرب فان تعلقوا بما روينا من طريق عبد الرزاق عن أبي بكر ابن عياش قال: أبو حصين عن الشعبي لما استخلف عمر بن الخطاب قال: ليس على عربي ملك ولسنا بنازعين من يد أحد شيئا أسلم عليه ولا كنا نقومهم الملة قلنا:
أنتم أول مخالف لهذا فتوجبون الملك للعلج على أولاد العربي والقرشي إذا تزوج أمته باذنه ولا يمكنكم دعوى اجماع ههنا لان سعيد بن المسيب. والأوزاعي. وسفيان الثوري. وأبا ثور. وإسحاق بن راهويه كلهم يقول عن عمر في العبد يتزوج أمة رجل باذن سيدها ان أولاده منها أحرار لا رق عليهم ولا على أبيهم فداؤهم وهو قول الشافعي بالعراق * قال أبو محمد: ان من تعلق في رد السنة الثابتة برواية شيخ من بنى كنانة عن عمر البيع عن صفقة أو خيار وبرواية مجالد عن الشعبي لا يؤمن أحد بعدي جالسا ثم خالف رواية سفيان بن عيينة عن زكريا عن الشعبي التي ذكرنا ورواية ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس عن عمر ومرسل عكرمة لمنحوس الحظ من الصواب ونعوذ بالله من الضلال * ومن طرائف ما يأتون به احتجاجهم في هذه المسألة بأنه إنما أعتق ولد الغارة والمستحقة لان أباهم على ذلك دخل فقلنا: ان هذا العجب فكان ماذا وفى أي كتاب الله عز وجل وجد ثم أم في أي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرج ملك فرج وما ولد عن ملك مالكهم قهر من أجل أن الواطئ له بغير حق على ذلك دخل فحسبك بهذا القول هجنة وبالله تعالى نتأيد *