المالكيون فهم يقولون: المرسل كالمسند وهذا مرسل قد تركوه، والشافعيون لا يرون الاخذ بالمرسل وأخذوا ههنا بمرسل، وبما رويناه من طريق أبى داود نا محمد بن يحيى بن فارس نا محمد بن بكار بن بلال أرنا محمد بن راشد عن سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال عقل شبه العمد مغلظ مثل عقل العمد ولا يقتل صاحبه " قال محمد بن يحيى بن فارس: وزاد نا خليل عن ابن راشد في هذا الخبر باسناده وذلك مثل ان ينزو الشيطان بين الناس فيكون دما في عماء في غير ضغينة ولا حمل سلاح * قال أبو محمد رضي الله عنه: هذه صحيفة مرسلة لا يجوز الاحتجاج بها، ثم إنهم كلهم قد خالفوا ما في هذا الخبر، أما أبو حنيفة وأصحابه فيقحمون في هذا القسم خلاف ما في الخبر لأنهم يجعلون من قتل في ضغينة وحمل سلاح فقتل بعمود حديد عمدا قصدا حكمه حكم من ذكر في هذا الخبر وهو خلافه جهارا ولم يدخل الشافعيون فيه من قتل في عميا قصدا بما قد يمات من مثله من عصا ونحوها وخالفه المالكيون جملة، وموهوا أيضا بما روينا من طريق شعبة عن أيوب السختياني سمعت القاسم ابن ربيعة عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قتل الخطأ شبه العمد قتيل السوط والعصا مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولادها * قال أبو محمد رضي الله عنه: هذا خبر مدلس سقط منه بين القاسم بن ربيعة وبين عبد الله بن عمر رجل كما رويناه من طريق أحمد بن شعيب أنا يحيى بن حبيب ابن عربي نا حماد بن زيد عن خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر فيه هذا الخبر بعينه، وعقبة بن أوس مجهول لا يدرى من هو، ولا يصح للقاسم بن ربيعة سماع من عبد الله ابن عمرو. وقد رويناه أيضا عن القاسم بن ربيعة بخلاف هذا كما نا حمام نا عباس بن أصبغ نا محمد بن عبد الملك بن أيمن نا أحمد بن زهير بن حرب ثنى أبي ثنا ابن علية عن خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة عن يعقوب بن أوس رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة فقال: الا ان قتيل خطأ العمد " قال خالد أو قال قتيل الخطأ شبه العمد قتيل السوط والعصا منها أربعون في بطونها أولادها " * قال أبو محمد رضي الله عنه: يعقوب بن أوس مجهول لا صحبة له كما روينا هذا الخبر نفسه من طريق أحمد بن شعيب انا إسماعيل بن مسعود - هو الجحدري -
(٣٨١)