الله أعطني من هذه الصدقات فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها فجزأها ثمانية أجزاء فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك حقك) والمراد بالصدقة ههنا الزكاة المفروضة دون غيرها من صدقة التطوع والكفارات والنذور والوصايا ولا نعلم خلافا بين أهل العلم في أنه لا يجوز دفع الزكاة إلى غير هذه الأصناف الا ما روي عن عطاء والحسن أنهما قالا ما أعطيت في الجسور والطرق فهي صدقة ماضية والأول أصح وذلك لأن الله تعالى قال (إنما الصدقات) وإنما للحصر تثبت المذكور وتنفي ما عداه لأنها مركبة من حرفي نفي واثبات فجرى مجرى قوله تعالى (إنما الله إله واحد) أي لا إله الا الله، وقوله تعالى (إنما أنت منذر (أي ما أنت إلا نذير، وقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنما الولاء لمن أعتق) (مسألة) قال (الفقراء وهم الزمنى والمكافيف الذين لا حرفة لهم والحرفة الصناعة ولا يملكون خمسين درهما ولا قيمتها من الذهب والمساكين وهم السؤال وغير السؤال ومن لهم الحرفة الا انهم لا يملكون خمسين درهما ولا قيمتها من الذهب) الفقراء والمساكين صنفان في الزكاة وصنف واحد في سائر الأحكام لأن كل واحد من الاسمين ينطلق عليهما، فأما إذا جمع بين الاسمين وميز بين المسميين تميزا وكلاهما بعشر بالحاجة والفاقة وعدم الغنى إلا أن الفقير أشد حاجة من المسكين من قبل إن الله تعالى بدأ به وإنما يبدأ بالأهم فالأهم وبهذا قال الشافعي والأصمعي وذهب أبو حنيفة إلى أن المسكين أشد حاجة وبه قال الفراء وثعلب وابن قتيبة لقول الله تعالى (أو مسكينا ذا متربة) وهو المطروح على التراب لشدة حاجته وأنشدوا أما الفقير الذي كانت حلوبته * وفق العيال فلم يترك له سبد فأخبر أن الفقير حلوبته وفق عياله
(٣١٣)