والدليل على اعتبار الدين قوله تعالى (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) ولان الفاسق مرذول مردود الشهادة والرواية غير مأمون على النفس والمال مسلوب الولاية ناقص عند الله وعند خلقه قليل الحظ في الدنيا والآخرة فلا يجوز أن يكون كفؤا لعفيفة ولا مساويا لها لكن يكون كفؤا لمثله.
فأما الفاسق من الجند فهو ناقص عند أهل الدين والمروءات والدليل على اعتبار النسب في الكفاءة قول عمر لأمنعن فروج ذوات الأحساب إلا من الأكفاء.
قال قلت وما الأكفاء؟ قال في الأحساب. رواه أبو بكر عبد العزيز باسناده، ولان العرب يعدون الكفاءة في النسب ويأنفون من نكاح الموالي ويرون ذلك نقصا وعارا فإذا أطلقت الكفاءة وجب حملها على المتعارف ولان في فقد ذلك عارا ونقصا فوجب أن يعتبر في الكفاءة الدين (فصل) واختلفت الرواية عن أحمد فروي عنه ان غير قريش من العرب لا يكافئها وغير بني هاشم لا يكافئهم وهذا قول عن بعض أصحاب الشافعي لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ان الله اصطفى كناية من ولد إسماعيل واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ولان العرب فضلت على الأمم برسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش أخص به من سائر العرب وبنو هاشم أخص به من قريش وكذلك قال عثمان وجبير بن مطعم ان إخواننا من بني هاشم لا ننكر فضلهم علينا لمكانك الذي وضعك الله به منهم وقال أبو حنيفة لا تكافي العجم العرب ولا العرب قريشا، وقريش كلهم أكفاء لأن ابن عباس قال قريش بعضهم أكفاء بعض (والرواية الثانية) عن أحمد ان العرب بعضهم لبعض أكفاء والعجم