وكيف كان فالكلام هنا يقع في مطلبين:
المطلب الأول في حج التمتع وصورته: أن يحرم من الميقات بالعمرة المتمتع بها ثم يدخل مكة فيطوف بالبيت سبعا ويصلي ركعتين بالمقام ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعا ويقصر، ومتى فعل ذلك أحل، ثم ينشئ احراما آخر للحج من مكة يوم التروية على الأفضل وإلا فبقدر ما يعلم أنه يدرك الموقف بعرفات، ثم يأتي عرفات فيقف بها إلى غروب الشمس ثم يفيض إلى المشعر ويبيت ليلة العاشر به ويقف به بعد طلوع الفجر ثم يفيض إلى منى فيحلق بها يوم النحر ويذبح هديه ويأكل منه ويرمي جمرة العقبة، ثم يأتي مكة في يومه لطواف الحج وصلاة ركعتيه والسعي بين الصفا والمروة وطواف النساء، ثم يعود إلى مني ليرمي بها ما تخلف من الجمار وإن شاء أقام بمنى حتى يرمي جماره الثلاث يوم الحادي عشر، ومثله يوم الثاني عشر، ثم ينفر بعد الزوال، وإن أقام إلى النفر الثاني جاز.
وتفاصيل هذه المسائل كما هو حقها يأتي - إن شاء الله تعالى - عند ذكرها مفصلة.
وإن أحببت الوقوف على صورة حج النبي صلى الله عليه وآله في ذلك العام الذي نزل فيه حج التمتع فهو ما رواه الشيخ في الصحيح عن معاوية بن عمار - ورواه في الكافي عنه أيضا - عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1) " أن رسول الله صلى الله عليه وآله أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج، ثم أنزل الله (تعالى) عليه: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق (2) فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى