ولكن القوم إنما قابلوا بالعناد وتمسكوا بالعصبية واللداد، كما يوضحه تصريح جملة من أساطين علمائهم - منهم الغزالي والزمخشري وغيرهما - بمخالفتهم السنن النبوية لكون الشيعة يعملون بها، كمسألة تسنيم القبور - قال الغزالي (1):
" إن السنة هو التسطيح ولكن عدلنا عنه إلى التسنيم مراغمة للرافضة " - والتختم باليمين، وإضافة آل النبي صلى الله عليه وآله إليه في الصلاة عليه (صلى الله عليه وعليهم) والتكبير على الجنازة، ونحو ذلك من ما أوضحناه في كتابنا المشار إليه، فإذا كان هذا اعتراف علمائهم فأي شبهة لهم في الخروج عن الدين حتى يعتذر به أصحابنا عنهم وبالجملة فإن كلامهم في هذا المقام وقع غفلة عن تدبر الأخبار والنظر فيها بعين الاعتبار، كما أوضحناه في شرحنا على المدارك في البحث مع المحدث الكاشاني.
المسألة الرابعة - قد اختلقت الأخبار في أفضلية المشي على الركوب وبالعكس.
فمن ما يدل على الأول صحيحة عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام (2) قال: " ما عبد الله (تعالى) بشئ أشد من المشي ولا أفضل ".
وصحيحة الحلبي (3) قال: " سألت أبا عبد الله عليه السلام عن فضل المشي فقال: