إلا أنه ينبغي أن يعلم أن النقل عن المعنى اللغوي - كما ذكرنا - إنما يتم لو لم يكن ما ذكره في القاموس من أنه قصد مكة للنسك معنى لغويا وإلا كان حقيقة لغوية في المعنى المصطلح عليه، والمشهور في كلام أهل اللغة إنما هو أنه بمعنى القصد فيكون النقل متجها، وأنه على تقدير تعريف الشيخ يكون النقل لمناسبة وعلى تقدير التعريف الآخر لغير مناسبة.
وكيف كان فالبحث في هذا الكتاب يقع في أبواب أربعة وخاتمة:
الباب الأول في المقدمات المقدمة الأولى وفيها فصول:
الفصل الأول في جملة من الأخبار الدالة على جملة من الفوائد العظام المناسبة للمقام:
منها - ما رواه ثقة الاسلام في الكافي بسنده عن أبي حسان عن أبي جعفر عليه السلام (1) ورواه في الفقيه (2) مرسلا عن أبي جعفر عليه السلام قال: " لما أراد الله أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربن متن الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلا من زبد ثم دحا الأرض من تحته وهو قول الله عز وجل: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا " (3) وزاد في الفقيه (4) " وأول بقعة خلقت من الأرض الكعبة ثم مدت الأرض منها " وما رواه في الكافي (5) عن سعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام قال