الدنيا معروفا) فافترض الله عز وجل ان يصحب الأبوين بالمعروف وان كانا كافرين يدعوانه إلى الكفر ومن ضيعهما فلم يصحبهما في الدنيا معروفا، وقول تعالى:
(وبالوالدين احسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) الآية، وقد ذكرنا آنفا قول الرجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال:
أمك ثم أمك ثم أباك، وقول عليه الصلاة والسلام: " عقوق الوالدين من الكبائر " وقد اختلف قوم فيما ذكرنا (1) واحتجوا باخبار ساقطة * منها خبر رويناه من طريق الحارث بن أبي أسامة عن يزيد بن هارون عن يوسف بن عطية عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رجلا غزا وترك امرأته في علو وأبوها في سفل وأمرها ان لا تخرج من بيتها فاشتكى أبوها فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره فقال لها:
اتقى الله وأطيعي زوجك ثم كذلك إذ مات أبوها ولم تشهده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله غفر لأبيك بطواعيتك لزوجك " يوسف بن عطية متروك الحديث ولا يكتب حديثه * ومن طريق مسدد عن عبد الواحد بن زياد عن ليث بن أبي سليم عن عطاء عن ابن عمر " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حق الرجل على زوجته؟ فقال كلاما منه ان لا تخرج من بيتها إلا باذنه فان فعلت لعنتها ملائكة الله وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع إلى بيتها أو تتوب قيل يا رسول الله وان ظلمها قال: وان ظلمها، ليث ضعيف وحاش لله أن يبيح رسول الله صلى الله عليه وسلم الظلم وهي زيادة موضوعة ليست لليث بلا شك * ومن طريق قاسم بن اصبغ نا ابن أبي العوام ثنا عبيد بن إسحاق - هو العطار - نا حيان بن علي العنزي عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن بريدة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لو كنت آمر بشرا أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها تعظيما لحقه " * ومن طريق وكيع عن الأعمش عن أبي ظبيان عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله حرفا حرفا ليس فيه تعظيما لحقه * ومن طريق خلف بن خليفة عن حفص بن أخي أنس بن مالك عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظيم (2) حقه عليها " ومن طريق أبى داود نا عمرو بن عون انا إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك بن عبد الله القاضي عن حصين عن الشعبي عن قيس بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كنت آمر أحدا أن يسجد لاحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق * نا أحمد بن محمد بن أحمد