الله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، ومع اليوم غد، وبعد السبت احد قال عمار بن ياسر - رضي الله عنه - يوم صفين لو ضربونا حتى نبلغ سعفات هجر لعلمنا انا على الحق وانهم على الباطل، ولقد هزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم هزم ولقد تأخر امر الاسلام ثم تقدم (الم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) [2 العنكبوت 29] ولولا محنة المؤمنين وقلتهم ودولة الكافرين وكثرتهم لما امتلاءت جهنم حتى تقول هل من مزيد، ولما قال الله تعالى (ولكن اكثرهم لا يعلمون) [2 العنكبوت 29].
ولما تبين الجزوع من الصبور ولاعرف الشكور من الكفور ولما استحق المطيع الاجر، ولا احتقب العاصي الوزر، فان اصابتنا نكبة فذلك ما قد تعودناه وان رجعت لنا دولة فذلك ما قد انتظرناه وعندنا بحمد الله تعالى لكل حالة آلة ولكل مقامة مقالة فعند المحن الصبر، وعند النعم الشكر، ولقد شتم امير المؤمنين عليه السلام على المنابر الف شهر فما شككنا في وصيته وكذب محمد صلى الله عليه وآله وسلم بضع عشرة سنة فما اتهمناه في نبوته، وعاش ابليس مدة تزيد على المدد فلم نرتب في لعنته، وابتلينا بفترة الحق، ونحن مستيقنون بدولته ودفعنا الى قتل الامام بعد الامام والرضا بعد الرضا ولا مرية عندنا في صحة امامته، وكان وعد الله مفعولا وكان امر الله قدرا مقدورا، كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون [4 التكاثر 102] (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون) [227 الشعراء 26] (ولتعلمن نبأه بعد حين) [88 طه 20].
اعلموا رحمكم الله ان بني امية الشجرة الملعونة في القرآن واتباع الطاغوت والشيطان جهدوا في دفن محاسن الوصي واستأجروا من كذب في الاحاديث على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحولوا الجوار الى بيت المقدس عن المدينة والخلافة، زعموا