تمهيد وقبل الخوض في مباحثه لا بد من الإشارة إلى جهات لازمة في المسألة:
الجهة الأولى: في تعريف المنطوق والمفهوم نسب إلى الحاجبي تارة (1): وإلى المشهور أخرى (2): أن المفهوم عرف: " بما دل عليه اللفظ لا في محل النطق، والمنطوق: ما دل عليه اللفظ في محل النطق ".
وحيث إن هذا التعريف مخدوش أولا: بأن الدلالة الالتزامية ليست من الدلالات اللفظية.
وثانيا: بأن المقصود من " المفهوم " في المقام ليس مطلق ما يدل عليه اللفظ ولو بالدلالة الالتزامية بالمعنى الأعم.
وثالثا: بأن المفاهيم الحاصلة من دلالة المفردات خارجة عن محط الكلام.
ولو أمكن دفع الكل، ولكن يرد عليه: أنه كثيرا ما يستفاد من القضية الملفوظة معنى خارجا عن محل النطق، من غير كونه محل الكلام في المقام بالضرورة، كما إذا قال زيد: " إن عمرا جاءني " فإنه يستفاد منه بالضرورة صحة مزاج