قلت: يشبه أن يكون من تبعات القدرة، ولذلك لا يوصف منهما غير الحيوان والإنسان أو المبادئ العالية التي تنفذ قدرتهم بالنسبة إلى كل شئ يشتهون فيقال:
" هو تعالى مطلق القدرة والإرادة، وله القدرة المطلقة، والغاية المطلقة " وهكذا، وبناء عليه تكون خارجة عن حد المقولات في وجه، وتعد من مقولة " الكيف " في وجه آخر، ثم من هذا المعنى استعير للمعاني الاخر، والأمر سهل، ومن هنا يقال للمرأة بعد الخروج عن قيد النكاح " مطلقة " ويعبر عن الإطلاق ب " الطلاق " فلا تخلط.
الجهة الرابعة: في بيان ما وضعت له أسماء الأجناس وأعلامها نسب إلى الشهرة القديمة: أن ألفاظ الأجناس موضوعة للمعاني المطلقة، من غير فرق بين المعاني الأصلية الجوهرية والعرضية، وبين المعاني الاعتبارية والاختراعية، وبين العناوين الاشتقاقية والعوارض الخارجية وهكذا (1)، ولأجل ذلك نسب إليهم: أنه بناء على هذه المقالة، لا حاجة إلى مقدمات الإطلاق في إثبات إطلاق الكلام الوارد في الشريعة المشتمل على هذه الألفاظ الحاكية عن تلك المعاني (2).
ونسب إلى الشهرة بين أهل العربية (3): أن أعلام الأجناس في وجه كأعلام الأشخاص، فتكون معرفة، وفي وجه كأسماء الأجناس، فتكون كلية، فالموضوع له في مثل " ثعالة " في الثعلب و " أسامة " في الأسد، ليس المعنى المطلق، بل هو المعنى الملحوظ فيه التعين الخاص القابل للصدق على كثيرين، وهذا النحو من التعين هو الإطلاق القسمي ولحاظ اللابشرط، في مقابل اللا تعين في أسماء