وما تعرض له الأصحاب (رحمهم الله) (1) هو الأول، مع أن كلمة " إنما " إذا كانت للحصر فهي أعم من ذلك، كما تحرر في محله، فتدبر جيدا.
وثالثتها: الجملات المشتملة على " بل " الاضرابية، و " لكن " الاستدراكية، وتعريف المسند، وتقديم ما حقه التأخير فإنها كلها قاصرة عن إفادة الحصر، دون التأكيد، وأما المفهوم فهو ثابت أحيانا بالضرورة، ولكنه ليس مستندا إلى الأوضاع اللغوية.
وأما توهم: أن كلمة " إنما " وأمثالها مما يؤكد، تفيد الحصر، لما لا معنى للتأكيد إلا ذلك (2)، فهو في غير محله، ضرورة أن التأكيد ليس لإفادة المعنى الزائد، بل هو تارة: يكون لدفع التوهم والاحتمال، وأخرى: لتعظيم الحكم وتعزيره، وثالثة:
لغير ذلك مما يقتضيه المقام، وإني بعدما تأملت في موارد استعمال تلك الحروف المشار إليها، لم يظهر لي وجه الحصر ولو كان غير وجيه.