وروى الإمام أحمد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب.
وروى الطبراني وابن خزيمة في صحيحه مرفوعا:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو مات هذا على حالته هذه مات على غير ملة محمد صلى الله عليه وسلم.
وروى النسائي مرفوعا: " " منكم من يصلي الصلاة كاملة، ومنكم من يصلي النصف والثلث والربع والخمس حتى قال: ومنكم من يصلي العشر " ".
وفي رواية للنسائي بأطول من هذا وفي حديث المسئ صلاته:
فاركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تطمئن رافعا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم اجلس حتى تطمئن جالسا، ثم افعل في صلاتك كلها.
فالكامل من دار مع الأحاديث. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نتهاون بترك الحضور مع الله تعالى في صلاتنا وجميع طاعاتنا ولا بالخشوع فيها، لأن روح كل عبادة هو الحضور والخشوع فيها، وما أمرنا الله تعالى بفعل طاعة إلا لنشهده تعالى فيها وكل عبادة لا تجمع العبد بقلبه على الله تعالى فهي عيادة لا عبادة فلا أجر فيها، ومن قال من الفقراء إن الخشوع في الصلاة لا يضر تركه فقد أخطأ طريق الكمال، وإذا كان حامل القرآن والعلم يترخص هذا الترخص فبمن يقتضي الناس. فيحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ صادق حتى يزيل حجبه وعوائقه التي تبعده عن دخول حضرة الله تعالى ويدخله حضرات القرب ويصير الخشوع لله تعالى من شأنه لا يتكلف له، وأما من أكل ونام ولغا في الكلام وارتكب الآثام وشبع حتى صار بطنه كبطن الدب من الحرام والشبهات فمن أين يأتيه الخشوع، فإنهم أجمعوا على أن من شبع من الحلال قسا قلبه فكيف بمن شبع من الحرام وهذا حال أكثر الناس اليوم، فيتعاطى أحدهم أسباب قسوة القلب ثم يقوم للصلاة ويطلب يحضر مع الله ويخشع