وروى الطبراني مرفوعا: " " إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج عن ذنوبه كيوم ولدته أمه " ".
وروى ابن ماجة ورواته ثقات مشهورون إلا أن فيه انقطاعا، مرفوعا:
" " إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك فإن دعاءه كدعاء الملائكة " ".
قلت: ودعاء الملائكة لا يرد لعصمتهم وكذلك كل من ترك المعاصي جملة من البشر استجيب دعاؤه، فلا يلومن من رد دعاؤه إلا نفسه فإن الله تعالى مع العبد على حسب ما العبد معه عليه، فإذا أمر الله تعالى العبد فلم يمتثل كذلك يدعوه فلم يستجب له.
* (جزاءا وفاقا) *. والله أعلم.
وفي رواية للطبراني مرفوعا: " " عودوا المرضى ومروهم فليدعوا لكم، فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور " " يعني بالمرض.
وفي رواية لابن أبي الدنيا مرفوعا:
" " لا ترد دعوة المريض حتى يبرأ " ".
يعني ويعصي ربه فإن لم يعص فلا مانع من قبول دعوته. والله سبحانه وتعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن ندعو للمريض بما ورد في السنة، وكذلك نأمر المريض أن يدعو كذلك بما ورد ولا نخترع دعاء من عند أنفسنا فنعطل ما ورد في السنة وذلك سوء أدب مع الشارع.
ورأيت في كلام بعض العارفين أن من دعا بغير ما ورد لا يستجيب الله دعاءه إلا إن كان مضطرا، فإن دعا في غير اضطرار فلا يستجاب له، فقيل له إن الأحاديث جاءت مطلقة عن هذا القيد فقال يحمل المطلق على المقيد ولأي شئ يترك الإنسان ما ورد من كلام أعرف الخلق بالله على الإطلاق وأكثرهم أدبا معه ويخترع هو دعاء قليل الأدب والنفع قليل المعاني.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: إنما كان الحق تعالى يستجيب دعاء من دعاه بما ورد لأن ما ورد من جملة الوحي، والوحي صفة من صفات الله تعالى، فكأن الصفة تخاطب موصوفها بخلاف غير الوحي.