(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نرغب إخواننا من الرجال في زيارة قبور أمواتهم كل قليل، وذلك لنجازي على ذلك فلا ينسانا أهلنا من الزيارة إذا متنا ولا نترك ذلك إلا من عذر شرعي.
وقد روى الإمام سنيد بن عبد الله الأزدي في تفسيره:
زوروا القبور ولا تكثروا من زيارتها.
أي خوفا من زوال الاعتبار بها كما هو شأن من يغسل الموتى ويحملهم ويحفر لهم فإنك لا تكاد تجد عنده اعتبارا بذلك أبدا لكثرة مخالطته لهم وكذلك إذا سكن الإنسان في المقابر يذهب اعتباره، بخلاف ما إذا كان بعيد العهد برؤية القبور وأشرف عليها فإنه يجد في نفسه الاعتبار والاتعاظ ويتذكر أحوال الموتى وما ندموا عليه.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: إياكم أن تتخذوا لكم في القبور مساكن ومراحيض فإن ذلك يؤدي إلى مكث الناس هناك فيذهب اعتبارهم بالأموات فقلت له ربما يقرؤن ختوما فيها، فقال الأفضل للفقهاء أن يتوضؤوا خارج المقابر، فإن المراحيض ربما سرت إلى الأموات فأضرت بحالهم.
* (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) *.
روى مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي فاستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكركم بالموت.
وروى الإمام أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح:
" " إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة " ".
وفي رواية لابن ماجة بإسناد صحيح: " " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة " ".
وتقدم حديث الإمام سنيد: " " زوروا القبور ولا تكثروا " ".
وروى الحاكم مرفوعا: زر القبور تذكر بها الآخرة " ".