وفي رواية لأبي داود والحاكم وغيرهما مرفوعا:
" " قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر، فلا يقل أحدكم يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره " ".
وروى الحاكم والبيهقي مرفوعا: " " يقول الله عز وجل استقرضت من عبدي فلم يقرضني وشتمني عبدي وهو لا يدري يقول: وا دهراه وا دهراه وأنا الدهر " ".
وفي رواية للبيهقي: " " لا تسبوا الدهر قال الله عز وجل أنا الدهر، الأيام والليالي أجددهما وأبليهما وآتى بملوك بعد ملوك " ".
وقوله أنا الدهر ضبطه الجمهور بضم الراء. وكان أبو داود ينكر ضم الراء ويقول لو كان كذلك لكان اسما من أسماء الله تعالى، وكان يقول إنما هو بفتح الراء على الظرف ومعناه أنا أطول الدهر والزمان أقلب الليل والنهار ورجح هذا بعضهم. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نسارر أحدا قط من إخواننا بنميمة إلا بطريق شرعي، كما إذا رأينا ظالما قد عزم على أخذ مال أحد بغير حق أو حبسه أو ضربه أو عزم على السعي على وظيفته أو الزيادة في كراء بيته أو عزم على السعي أن يوليه وظيفة لا يطيق القيام بحقها، كأن يجعله قاضيا أو عاملا أو محتسبا أو نحو ذلك، فإن النميمة ما حرمت إلا على وجه الإفساد:
والله يعلم المفسد من المصلح.
وهذا العهد يقع في خيانته كثير من أهل هذا الزمان ويقولون لمن نموا له لا تقل إني قلت لك وصارت الإقامة بين أظهركم من أخوف ما يكون.
وقد أجمعت الأمة على تحريم النميمة وأنها من أعظم الذنوب عند الله عز وجل، فخذ حذرك يا أخي من كل من نم لك فإنه ينم عليك بيقين، وكن عالية العوالي في الحذر وإلا وقعت، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: " " لا يدخل الجنة نمام " ".
وفي رواية قتات وهو بمعنى نمام.
وقيل النمام الذي يكون مع جماعة يتحدثون حديثا فينم عليهم، والقتات الذي يتسمع عليهم وهم لا يعلمون ثم ينم، وتقدم حديث الشيخين مرفوعا: