العلماء والصالحين وربما تقول لأحدهم امرأته إن فلانة لها على دين في زيارتها لولدي لما مات ومرادي أن أكافئها وهي كاذبة ومراعاة غرض الشارع وهو عدم تمكينهم من الزيارة أولى من مراعاة امرأة حكمها حكم المرتدة عن دينها بتركها الصلاة وكثرة سخطها على ربها والله عليم حكيم.
وقد روى الترمذي وقال حديث حسن صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد صلى الله عليه وسلم في زيارة قبر أمه فزورها فإنها تذكركم الآخرة " ".
وفي رواية للطبراني: ولا تكثروا زيارتها.
يعني خوف عدم الاعتبار بها، فإن كل شئ كثر هان وقيل لئلا يكتسب الإنسان موت القلب بمشاهدة الأموات، وقيل غير ذلك.
وقال الحافظ عبد العظيم رحمه الله قد كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور نهيا عاما للرجال والنساء، ثم أذن للرجال في زيارتها واستمر النهي في حق النساء وقيل كانت رخصة عامة. والله أعلم روى أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه مرفوعا:
" " لعن الله زوارات القبور " ".
وروى ابن ماجة وأبو يعلي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فإذا نسوة جلوس قال: ما يجلسكن؟ قلن ينتظرن الجنازة. قال: هل تغسلن؟
قلن لا: قال: هل تحملن؟ قلن لا: قال هل تدلين فيمن يدلي؟ قلن لا:
قال: فارجعن مأزورات غير مأجورات. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نمر على قبور الظالمين ولا على ديارهم غافلين عما أصابهم ونحن نجد طريقا بعيدة عن قبورهم وديارهم، وذلك لأن قبورهم لا تخلو من نزول اللعنة عليها أو الغضب والمقت فربما أصابنا نصيب وافر من ذلك إذا مررنا على قبورهم. واعلم أن هذا في حق المطيعين لله الذين لا ذنب عليهم ولا يلبسون لباس الخيلاء، ولا تخطر الفحشاء على خواطرهم ولا المكر بأحد من المسلمين،