وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول: إذا وجد أحدكم في نفسه إقبالا على الله تعالى ورجا الإجابة فليقل اللهم لا تستجب لي قط دعاء على أحد من المسلمين لا في حق نفسي ولا غيري ولا في حال غضب ولا في حال رضا، فإن الله تعالى يفعل له ذلك، ولما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش بالهلاك أنزل الله تعالى عليه:
* (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) *.
عتابا فاستغفر الله تعالى وصار يدعو لقومه بالهداية ويقول إذا خالفوه إلى ما يضرهم:
" " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " ".
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ يسلكه ويقطع به الحجب حتى لا يضيف إلى الخلق إلا ما أضافه الله إليهم من إسناد الأعمال لا إيجادها ولهذا يصير لا يدعو على أحد إلا سبق لسان.
* (والله غفور رحيم) *.
روى مسلم وأبو داود وابن ماجة وابن حبان في صحيحه مرفوعا:
" " لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم " ".
وروى الترمذي وحسنه موقوفا: " " ثلاث دعوات لا شك في إجابتهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده " ".
وفي رواية لابن ماجة مرفوعا: " " دعوة الوالد تفضي إلى الحجاب " ". والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نجعل الدنيا في يدنا ولا ندخل حبها قلوبنا كما كان عليه السلف الصالح، ولكن يحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ يرقيه وإلا فلا يشم له رائحة ولو كان من أعلم الناس فاعلم ذلك.
روى الشيخان مرفوعا: " " قلب الشيخ شاب في حب اثنين: حب العيش، وحب المال " ".