" " اللهم اغفر للمحلقين ثلاث مرات، قال رجل من القوم وللمقصرين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثالثة أو الرابعة وللمقصرين " ".
قال مالك بن أبي ربيعة وأنا يومئذ محلوق الرأس، فما يسرني بحلق رأسي حمر النعم أو خطرا عظيما.
قلت: والذي ظهر لي، انه صلى الله عليه وسلم ما دعا للمحلقين بالمغفرة ثلاثا إلا لشهودهم أنهم وفوا بما كلفوا على التمام، وذلك معدود من ذنوب الخواص، فلذلك احتاجوا إلى تكرار الدعاء لهم بالمغفرة، بخلاف المقصرين فإنهم معترفون بالتقصير، فلذلك استغفر لهم مرة واحدة لما عساه ينفي غيرهم من دعوى الوفاء بما كلفوا به، والله تعالى اعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نتضلع من شرب ماء زمزم مدة إقامتنا بمكة امتثالا لقول السائب رضي الله عنه: اشربوا من سقاية العباس فإنه من السنة، وتأسيا بفعله صلى الله عليه وسلم وفعل الأنبياء قبله والأولياء والأقطاب إلى وقتنا.
وقد سألت الله تعالى لما حججت سنة سبع وأربعين وتسعمائة وشربت من ماء زمزم في سبع وخمسين حاجة لي ولإخواني فقضى الله جميع ما كان منها من حوائج الدنيا، ونرجو من كرم الله قضاء الحوائج الأخروية فإن قضاء حوائج الدنيا عنوان للآخرة.
ومن جملتها تهبير دبيلة كانت طلعت بجنبي قدر البطيخة تحت طبقات الجلد، وكان حكماء مصر كلهم أجمعوا على أن يشقوا جنبي ويخرجوها منه فشربت ماء زمزم للشفاء منها، فألقى الله تعالى في باطني نارا ثلاثة أيام حتى طبختها وقتلتها فنزلت في منزل خليص كمشيمة البهيمة سوداء كالزفت الأسود حتى ملأت بركة وحصل لي عند نزولها من الطلق كما يحصل للمرأة فعوفيت منها ببركة شربي من ماء زمزم، وعلمت صحة الحديث الوارد في شربها والله هو الشافي، فإن الماء بطبعه لا يفعل مثل هذه الأفاعيل كلها.
فاشرب يا أخي من ماء زمزم وقدمه على مياه المطر وغيرها فإن عذوبته حلاوة في إيمانك وشفاء لأمراضك.