" " من نام وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شئ فلا يلومن إلا نفسه " ".
والغمر: هو ريح اللحم وزهومته.
وروى الترمذي والحاكم مرفوعا: " " إن الشيطان جساس لحاس فاحذروه على أنفسكم، من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شئ فلا يلومن إلا نفسه " ".
وفي رواية للطبراني بإسناد حسن: " " من بات وفي يده ريح فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه " ". والوضح: المراد به هنا البرص.
وروى الديلمي مرفوعا: " " لا تبيتوا القمامات في بيوتكم فإنها مبيت الشيطان " ".
وفي رواية: " " فلا تبيتوا منديل الغمر في بيوتكم فإنه مبيت الشيطان " ".
والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نشير على أحد من الناس أن يتولى ولاية في هذا الزمان لقصور نظرنا عمن يستحق تلك الولاية، سواء كان المستشير ظالما أو قاضيا أو ناظرا على وقف ونحو ذلك، فإن البلاء قد كثر على أهل تلك الوظائف، فإذا أصابهم بلاء لا يطيقونه يصيرون يدعون على من أشار عليهم بذلك.
فاعلم أنه ينبغي لكل من عمل شيخا في هذا الزمان أن يقول لمن يستشيره في ولاية استخر ربك واعمل بما ينشرح به صدرك.
وأعلم يا أخي أن من الأدب أن لا تشفع قط عند ظالم أن يولي فلانا من تحت يده في الظلم وشفاعتك له عدم الشفاعة، وإذا كان لا ينبغي لعاقل أن يشفع في أحد أن يتولى القضاء فكيف بالمكاسين، وسنورد لك يا أخي الأحاديث الواردة:
وقد حكى لي من أثق به من العلماء المدرسين قال وردت نواحي الغربية فرأيت هناك في طريق سوق البلد قاضيا وعنده أوراق مكتوبة يخوف بها الفلاحين، فيقول للإنسان ما اسمك فيقول فلان ابن فلان، فيقول عندي عليك مسطور لفلان وهؤلاء شهوده، فإن وجد معه فلوسا أخذها وقطع الورقة وإلا أخذ الحمارة أو الجدي أو غيرهما حتى يصير عنده مراح بهائم، وأرادوا الانصراف يوما فرأوا يهوديا على حمارته فقال اصبروا حتى نعمل على اليهودي فادعى القاضي على اليهودي بالحمارة أنها لأحد شهوده وصدقه الحاضرون،