الناس، فإذا بعثته يتقاضى قلت له خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا، قال الله تعالى قد تجاوزت عنك " "، وروى الإمام أحمد وغيره مرفوعا: " " من أنظر معسرا قبل أن يحل الدين فله كل يوم مثله صدقة، فإذا حل فأنظره فله كل يوم مثليه صدقة " ".
وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين.
وروى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة مرفوعا:
" " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة " ".
وروى الترمذي وقال حسن صحيح مرفوعا:
" " من أنظر معسرا أو وضع له، أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه، يوم لا ظل إلا ظله " ".
ومعنى وضع له: أي ترك له شيئا مما له عليه.
وروى ابن أبي الدنيا والطبراني مرفوعا:
" " من أنظر معسرا إلى ميسرته، أنظره الله بذنبه إلى توبته " " والأحاديث في ذلك كثيرة. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن ننفق جميع ما دخل يدنا من المال على أنفسنا وعيالنا وأصحابنا وغيرهم، ولا ندخر منه شيئا إلا لغرض صحيح شرعي لا تلبيس فيه، وكذلك نبادر بالصدقة لكن بنية صالحة من غير تهور فيها، وعلى السائل الصبر حتى تحرر النية، ولا ينبغي له المبادرة إلى سوء الظن ورمينا بالبخل ولو مكثنا شهرا حتى نجد لنا نية صالحة، وهذا العهد يخل به كثير من الناس، فلا المعطي يتربص حتى يجد نية، ولا الفقير يصبر: وخلق الإنسان عجولا.
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ ناصح يخرجه من شح الطبيعة إلى حضرة الكرم، حتى لا يشح على محتاج إلا لحكمة دون بخل، ومن لم يسلك فلا