ولما سمع بذلك علي بن الحسين رضي الله عنه بادر إلى عبد أعطى فيه عشرة آلاف درهم أو ألف دينار فأعتقه.
وفي رواية للشيخين مرفوعا: " " من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار حتى فرجه بفرجه " ".
وروى الترمذي وابن ماجة مرفوعا:
" " أيما امرئ مسلم أعتق امرئ مسلما كان فكاكه من النار يجزئ كل عضو منه عضو منه وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزئ كل عضو منهما عضو منه " ".
وفي رواية للإمام أحمد بإسناد حسن صحيح وأبي داود والنسائي مرفوعا:
" " من أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار " ".
ولفظ رواية الحاكم وقال صحيح الإسناد:
" " من أعتق رقبة فك الله بكل عضو من أعضائه عضوا من أعضائه من النار " ".
والأحاديث في ذلك كثيرة. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نغض بصرنا عن رؤية كل ما نهانا الله تعالى عن النظر إليه من مستحسنات الدنيا المحسوسة والمعنوية، وأن نروض نفوسنا قبل الغض بالجوع ونحوه حتى يصير غض البصر مما تعطيه سجيتنا لا نتكلف له. ويحتاج من يريد ذلك إلى السلوك على يد شيخ ناصح.
وقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم مع كمالهم وتمكنهم يجعلون على رؤوسهم الطيلسان، ويرخون حاشية الرداء على أعينهم، حتى يكون بصرهم مكفوفا فلا يرون إلا مواقع الأقدام، وبعضهم كان يلبس البرنس صيفا وشتاء منهم أنس بن مالك رضي الله عنه. وكان يقول إنه يكف البصر عن فضول النظر وتبعهم على ذلك سادات الصوفية وأمروا به مريديهم إذا خرجوا إلى السوق حتى يرجعوا، وللشيخ جلال الدين السيوطي في ذلك مؤلف سماه الأحاديث الحسان فيما ورد في الطيلسان.
وقد خرج شخص من مريدي سيدي مدين مرة بغير طيلسان فرأى جرة خمر فكسرها