الأرض واخضرت فأشرف الراهب من صومعته فقال: لو نزلت فذكرت الله، فازددت خيرا، فنزل ومعه رغيف أو رغيفان، فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها ثم أغمي عليه فنزل الغدير يستحم فجاء سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين ثم مات فوزنت عبادة ستين سنة مع حسناته بتلك الزنية فرجحت الزنية بحسناته، ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته فرجحت حسناته فغفر له " ".
وفي رواية للبيهقي موقوفا عن علي بن مسعود:
أن الراهب نزل إلى المرأة فواقعها ست ليال ثم سقط في يده فهرب فأتى مسجدا فأوى فيه ثلاثا لا يطعم شيئا فأتى برغيف فكسره فأعطى رجلا عن يمينه نصفه، وأعطى آخر عن يساره نصفه، فبعث الله إليه ملك الموت فقبض روحه، فوضعت عبادة الستين في كفة ووضعت الست ليال في كفة فرجحت يعني الست ليال، ثم وضع الرغيف فرجح، يعني على الستين سنة.
وروى البيهقي مرفوعا: " " إن الصعلوك كل الصعلوك الذي له مال لم يقدم منه شيئا. " " يعني لم يتصدق منه بشئ. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نتصدق بما نحب أدبا مع الله تعالى وعملا بقوله تعالى:
* (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) *.
ونحن نحب أن ننال مقام البر عند الله تعالى ونكره أن نكون ناقصي المقام لما فيه من الجفاء والبعد في شهودنا له في نفس الأمر، ولا يقوم بالعمل بهذا العهد إلا كمل الرجال الذين يغلب عليهم حضور مع الله تعالى.
وقد بلغنا أن المنادي ينادي يوم القيامة ألا من أعطى شيئا لله فليأت به فيأتي الرجل بالثياب البالية والكسر اليابسة والأمور التي تزهدها النفوس، ثم ينادي ثانيا: