اجتمعنا معهم على أمر فيه إقامة للدين كالجهاد في سبيل الله أو أمر بمعروف نعين عليه أو إزالة منكر أو مجلس ذكر لله إلا لضرورة شرعية لا سيما إن كان الناس ينفرون عن ذلك الخير تبعا لنا، وهذا العهد يتأكد العمل به على علماء هذا الزمان وصوفيته لكونهم رؤوس الناس فإن قاموا في أمر قامت العامة معهم، وإن غفلوا في أمر غفلت العامة معهم عنه، والله تعالى يحب كل من نصر شريعة نبيه صلى الله عليه وسلم وأعان من يريد إقامة شعائرها كما مرت الإشارة إليه في ضمن العهود أوائل الكتب.
وبالجملة فلا يتخلف عن نصرة الشريعة مع القدرة إلا من في قلبه نفاق والسلام.
وقد ورد الترهيب في الفرار من الزحف فقسنا عليه الفرار من كل خير فيه حياة الدين.
* (والله غفور رحيم) *.
روى الشيخان وغيرهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عد السبع الموبقات فذكر منها الفرار من الزحف.
وروى الطبراني مرفوعا: " " ثلاثة لا ينفع معهن عمل الشرك بالله وعقوق الوالدين والفرار من الزحف " ".
والأحاديث في ذلك كثيرة. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نغل من شئ دخل يدنا على اسم الفقراء والمساكين كمال الزكوات والصدقات، ولا نخص النساء وأولادنا بشئ زائد على الفقراء إلا بطيبة نفوسهم بعد إعلامهم بما نأخذه زائدا عليهم عملا بحديث:
" " إن الله يكره العبد المتميز عن أخيه " ".
وهذا العهد لا يقدر على العمل به إلا من سلك على يد شيخ حتى فطمه عن محبة الدنيا، فمن لم يفطم عن محبتها فمن لازمه غالبا تخصيص نفسه عن إخوانه سرا وجهرا.
فاسلك على يد شيخ إن أردت الوفاء بهذا العهد والله يتولى هداك.
روى البخاري وغيره: أن رجلا كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فمات،