وفي رواية لأبي داود مرفوعا: مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطرق فقال والله لأنحين هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة.
وفي رواية لأبي داود مرفوعا: نزع رجل، لم يعمل خيرا قط، غصن شوك عن الطريق.
إما قال الراوي: كان في شجرة فقطعه، وإما كان موضوعا فأماطه عن الطريق فشكر الله ذلك له فأدخل الجنة.
وروى الإمام أحمد وأبو يعلي بإسناد لا بأس به في المتابعات، عن أنس بن مالك قال:
كانت شجرة تؤذي الناس فأتاها رجل فعزلها عن طريق الناس، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: فلقد رأبته يتقلب في ظلها في الجنة. والله تعالى أعلم قلت: وينبغي للحجاج أن يتقدموا ويزيلوا ما في طريق الحاج من شوك أم غيلان في نحو وادي الخروبة والعقيق وبساتين القاضي، فإن غالب الأحمال تعلق بتلك الأشجار فإن العرب يقطعون الفرع ويتركون شيئا منه كالأضلاع خارجا، فربما كان المحمل لعجوز ضعيفة فيعلقها في الليل ويرميها يكسرها وقد تعلقت محفة الشيخ عبد الله الغمري ليلا في فرع من الخروبة لما حج سنة سبع وأربعين فاشترى له فأسا من مكة وعزم على قطعها إذا رجع فأدركته المنية في منزل بدر فمات رضي الله عنه، والله تعالى يثيب العبد بالنية. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نقتل الوزغ والحية والعقرب وكل شئ يؤذي المسلمين بطريقه الشرعي، حتى إبرة العجوز التي تشق الجلد وتدخل فيه، وأما الحيات ففيها تفصيل سيأتي في الأحاديث بشرطه.
وقد بلغنا عن وهب بن منبه أن سئل عن الوزغ ما شأنه حتى يقتل؟ فقال لما فيه من السم، يدل له أنك إذا قطعت ذنبها تصير ساعة تضطرب وأيضا فإنها كانت تنفخ نار النمرود على إبراهيم الخليل عليه السلام فقيل لها، وماذا تغني نفختك مع ضعفها فقالت أعرف أن نفختي ضعيفة، وإنما فعلت ذلك إظهارا للشماتة بإبراهيم حيث كسر آلهتنا، هكذا