قال أبو داود: وغير صلى الله عليه وسلم اسم العاصي عزيزا وعتلة وشيطان والحاكم وحراب وعباب وجباب وشهاب، فسماه هشاما، وسمى حربا سلما، وسمى المضجع المنبعث، وأرضا تسمى عفرة فسماها خضرة، وشعب الضلالة فسماه شعب الهدى وبنو الريبة سماهم بني الرشد.
قال أبو داود: وتركت أسانيدها اختصارا. والله أعلم.
خاتمة: ينبغي التحفظ من التسمي بأسماء الله تعالى إلا ما أطلقه الشارع على العبيد، مثل لفظ: مؤمن ومتكبر وعليم وعدل وعلي وكريم وولي وجامع ووارث ونحو ذلك:
والله غفور رحيم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا ننكر انتسابنا إلى أبينا أو أمنا إذا رفع الله قدرنا في الدنيا ولو كانا من أراذل الناس كفلاح وحجام وكناس، أو ننفي كون أمنا أما لنا أو كون أبينا أبا لنا ونسكت عن انتسابنا إلى غيرهما ونحو ذلك، وهذا العهد يخل بالعمل به كثير ممن يريد أن يترأس بين الناس الذين لا يعرفون أصله من القضاة والمباشرين والتجار، بل رأيت قاضيا جاءته أمه من بلاد الريف فدخلت عليه فسلم عليها سلام الأجانب خوفا من زوجته المصرية أن تعايره بأمه، وصار يقول غدوا الفلاحة عشوا الفلاحة، وقال لها يا عجوز إن قلت أنا أم للقاضي أخرجتك وما أخليك تدخلي لي بعد ذلك أبدا.
وكذلك رأيت شخصا آخر من طلبة العلم أنكر أباه لما جاءه من الريف وصار يقول بحضرة طلبته غدوا الفلاح وقال له يا شيخ النحس إن قلت أنا أبو فلان ما عدت أخليك تدخل لي أبدا، فجاور عندي في الزاوية نحو سنة حتى رجع إلى بلاده، ولو أن أحد هذين الرجلين كسا والده أو أمه كسوة حسنة مما هو قادر عليه ثم أدخلها أو أدخله داره بعد ذلك لصارت أم القاضي أو أبا العالم حقيقة ولم يحصل له المعايرة بهما، وهذا كله من غلبة الجهل والمقت من الله تعالى وإن كان يفتي ويدرس، فالله تعالى يلطف بنا وبه آمين.
روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: " " من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام " ".