وقد روى البخاري والترمذي وابن خزيمة في صحيحه مرفوعا:
" " لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده " ".
وروى الإمام أحمد بسند صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعنى راكب الفلاة وحده قلت ويؤيد ذلك حديث: " " يد الله مع الجماعة " " أي تأييده. ومن حرم التأييد من الله فقد لعن أي أبعد عن أهل حضرته بإسدال الحجاب بينه وبين حضرة الله عز وجل وإلا فمن لا يتحرك إلا إن حركه الله عز وجل أين طرده فافهم، والله تعالى أعلم.
روى مالك وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة والحاكم وصححه مرفوعا:
" " الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب " ".
والدليل على أن ما دون الثلاثة من المسافرين عصاة هذا الحديث، ومعنى الشيطان هذا العاصي كقوله تعالى:
* (شياطين الإنس والجن) *.
معناه عصاة الإنس والجن، وبوب عليه ابن خزيمة باب النهي عن سفر الاثنين.
والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نمكن امرأة من حلائلنا تسافر وحدها بغير محرم أو نسوة ثقات، وكذلك لا نمكنها تخرج لزيارة في حارة قليلة الناس أو فيها من يخشى منه من الجند والعياق إلا مع محرم، وهذا العهد يخل بالعمل به كثير من المغفلين، فربما أمسكوا زوجته فزنوا بها وهتكوها فيصير زوجها في حيرة بين فراقها وبين الإقامة معها، ومثل حلائلنا في ذلك أولادنا المرد فلا نمكنهم قط من الخروج لمواضع التنزهات وغيرها إلا مع من يوثق به لا سيما إن كان أحدهم جميل الصورة.
وقد كان سيدي محمد بن عراق لا يمكن ولده سيدي عليا أن يخرج إلى السوق حين كان أمرد إلا ببرقع خوفا عليه من السوء وخوفا على الناس من الفتنة رضي الله عنهما،