ابن عمر وأخبره بقول النبي صلى الله عليه وسلم، فقال ما هو إلا أني إذا انقلبت على فراشي في الليل ذكرت الله وكبرته حتى صلاة الفجر غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه، فقال له عبد الله هذه التي بلغت بها.
وفي رواية أنه قال: إذا أتيت مضجعي اضطجعت وليس في قلبي غمر لأحد والغمر هو الحقد، والحديثان بالمعنى مختصر.
وروى ابن ماجة بإسناد صحيح والبيهقي وغيرهما:
قال عبد الله بن عمر: قيل يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال هو التقى النقي لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل، ولا حسد.
وروى ابن أي الدنيا مرسلا: " " إن بدلاء أمتي لا يدخلون الجنة بكثرة صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكن دخلوها برحمة الله، وسخاوة النفوس، وسلامة الصدور " ".
وروى الإمام أحمد والبيهقي مرفوعا: " " قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما " "، والله سبحانه تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نتواضع لإخواننا المسلمين بمعنى أننا نرى نفسنا دونهم في المقام، لا أنا نرى لنا مقاما فوقهم ونتنازل لهم عنه كما هو ظاهر لفظ التواضع.
وهذا العهد يحتاج من يريد العمل به إلى شيخ قطعا، وقد تحققنا به بحمد الله تعالى على يد سيدي علي الخواص فلست أرى لي مقاما على أحد من المسلمين ولو بلغ في الفسق ما بلغ، فالحمد لله رب العالمين.
وهذا العهد قد صارت به كتاب عهود المشايخ المسمى بالبحر المورود في المواثيق والعهود، وذكرت فيه علامات من تحقق بهذا العهد حتى يسلم له دعوى التواضع، فإن