أصلي الصبح وأنام، فاعتراني وجع الجنب ولا أعرف سببه، فرأيت شيخي الشيخ الصالح المحدث الشيخ أمين الدين بن النجار إمام جامع الغمري بالقاهرة، فروى لي حديثا سنده بالسرياني عن أنس بن مالك ومتنه بالعربي، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" " من واظب على النوم بعد صلاة الصبح ابتلاه الله بالبعج " ".
فقلت للشيخ: وما هو البعج؟ فقال: هو وجع الجنب، فتركت النوم بعد الصبح حتى تطلع الشمس فزال المرض بحمد الله تعالى.
روى الإمام أحمد والبيهقي وغيرهما مرفوعا:
" " نوم الصبح يمنع الرزق " ".
وروى البيهقي عن فاطمة رضي الله عنها قالت:
" " رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجعة فحركني صلى الله عليه وسلم برجله، فقال: يا بنية قومي اشهدي رزق ربك ولا تكوني من الغافلين، فإن الله تعالى يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس " ".
وروى البيهقي أيضا عن علي رضي الله قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة، بعد أن صلى الصبح وهي نائمة فذكره بمعناه.
وروى ابن ماجة عن علي، قال: " " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النوم قبل طلوع الشمس " ". والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نجمل في طلب أرزاقنا ولا نقعد للرزق كل مرصد إيمانا بأن ما قسمه الله تعالى لنا لا يقدر أهل السماوات وأهل الأرض أن يردوا عنا منه ذرة، كما أن ما لم يقسمه الحق تعالى لنا لا يقدر أحد أن يوصل إلينا منه ذرة، وكان على هذا القدم أخي العبد الصالح الشيخ عبد القادر شقيقي رحمه الله، كان يزرع القمح والفول والسمسم وغير ذلك مع الشركاء، فلا يعرف أين هو الطين الذي زرع ذلك فيه، ولا أين وضعوه في الجرن، فلا يزال كذلك حتى يدرسوه ويذروه في الريح ولا يحضره إلا وهو داخل الدار فمهما أعطاه الشركاء قبله منهم من غير أن تحدثه نفسه بمحاسبتهم، وأرسلت له مرة أن يوقف على مقثأة بطيخنا الذي نزرعه في الجزيرة قريبا منه حارسا يحرسه حتى نرسل له المركب نوسقه فأبى