وروى ابن ماجة مرفوعا: " " من مات على وصية مات على سبيل الله وسنة، ومن مات على تقى وشهادة مات مغفورا له، ومن مات على غير وصية فنفسه محبوسة بدينه حتى يوفى عنه لتقصيره وإن كان له مال " ".
وروى أبو يعلي بإسناد حسن عن أنس قال:
كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال: يا رسول الله مات فلان قال: أليس كان معنا آنفا، قالوا بلى يا رسول الله، قال: سبحان الله كأنها أخذة غضب، المحروم من حرم وصية.
وروى الطبراني عن ابن عباس قال: " دترك الوصية عار في الدنيا ونار وشنار في الآخرة " ".
والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) إذا دخلنا على من حضره الموت أن نحببه في لقاء الله تعالى ونقول له. يا فرحك قرب قدومك على أرحم الراحمين، وعلى من هو أرحم بك من والدتك، ونقول له هذا مصير الأولين والآخرين ما ترى من الله إلا ما يسرك فإذا صغى لقولنا ومات على ذلك أحب تعجيل اللقاء ضرورة فأحب الله لقاءه ونقول له ألك على أحد حق أو لأحد عليك حق لتبنى عليه مقتضاه؟
ونعرض له بالعفو عن جميع الناس الذين آذوه في دار الدنيا ليعفو الله تعالى عنه، وإذا رأينا أسارير جبهته اصفرت ونارت وتحول في جبهته دارة فذلك علامة السعادة، فإذا رأيناه قد علا عليه قتر وسواد وزرقة فذلك علامة الشقاء، فإن غلب على ظننا قبول شفاعتنا فيه شفعنا فيه ومكثنا عنده حتى يحول الله الأمر وإن لم يلق الله تعالى في قلبنا أنه يقبل شفاعتنا فيه فارقناه مع السكوت، ورد الأمر فيه إلى الله تعالى، ثم لا ينبغي لأحد منا بعد ذلك أن يضحك ولا ينبسط في مأكل ولا غيره حتى يموت بعد أن شاهدنا من كان يصلي ويصوم ويحج معنا قد ختم له بسوء، فوالله إن أحوالنا تشبه أحوال البهائم السارحة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
واعلم يا أخي أنه قد يقع لبعض الأولياء أنه ينطق بموسى أو عيسى عند طلوع روحه فيظن به أنه ختم له باليهودية أو النصرانية وليس كذلك، وإنما ينطق بذلك لكونه وارثا له في المقام فكأنه يشير إلى الحاضرين، أن كل من كان متعلقا بنبي أو رسول أو ولي