(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نعتمر في رمضان إذا جاورنا بمكة أو دخلنا في رمضان ولا نفوتها إلا لعذر شرعي، فإنه ورد أنها تعدل حجة، وذلك لما عند الإنسان من الصفاء والنور في رمضان لما هو عليه من الجوع وكثرة العبادة والأجر يعظم بحسب شدة القرب من حضرة الله تعالى، ولا شك أن الجيعان يكاد يلحق بخدام أهل الحضرة من الملائكة والأنبياء بخلاف الشبعان، فإنه بعيد منها قريب من حضرة البهائم، وأين عبادة المتدنس المتلطخ بالفواحش، من عبادة المتطهر منها، فاعلم ذلك والله يتولى هداك.
روى أبو داود وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان في صحيحه مرفوعا:
" " عمرة في رمضان تعدل حجة معي " ".
وفي رواية للبخاري والنسائي وابن ماجة مرفوعا:
" " عمرة في رمضان تعدل حجة " ". والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نكثر من التواضع في الحج، ونلبس ثياب الدون اللائقة بالخدمة في السفر، ونحرم في العباية الغليظة دون الخمسيني الرفيع ونحو ذلك مما يفعله التجار وغيرهم، كل ذلك اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام. فعلم أنه لا ينبغي لبس الثياب الرقيقة والفرجيات المحررات التي فيها خطوط حمر وخضر وصفر ونحو ذلك من لباس أهل الرعونات، لأن لثياب الزينة محلا مخصوصا ليس هذا موضعه. وقد أجمع أهل الله عز وجل على أن من كان فيه صفة الغنى أو رائحة التكبر لا يدخل حضرة الله تعالى، ولا يحصل له شئ من الإمدادات التي تفرق على أهل تلك الحضرة قال الله تعالى:
* (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) * والمتكبر ولابس الثياب الفاخرة فخرا ليس فيه صفة الافتقار ولا مسكنة، إنما فيه صفة الجبابرة فينبغي لمن عادته في بلده الملابس الفاخرة أن يبيعها كلها ويأخذ له ثيابا تناسب حالة الفقراء والمساكين في الطريق حتى يرجع من الحج، وربما زاد من تلك الثياب على مائة دينار ثم إن احتاج إلى صرف ثمنها في مؤونة سفره نفعته وإن استغنى عنها تصدق منها صدقة مضاعفا كل درهم يرجح على ألف درهم في الحضر، فضلا عن ثواب