فاعلم أن المراد بعدم الإجابة عدم السرعة فيها وإلا فالإجابة حاصلة في الدنيا والآخرة.
والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نرفع بصرنا إلى السماء حال دعائنا بل نغمض بصرنا وننظر إلى الأرض، وكذلك لا ندعو وقلبنا غافل فإن في ذلك من سوء الأدب ما لا يخفى لاتباع الشريعة واتباع العرف في ذلك، وإلا فالجهات كلها في حق الله واحدة، وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء لأنها طريق لنزول الوحي المعهود، كما أنه قد تلفت في صلاته ينظر إلى العين الذي أرسله لينظر منه خبر القوم فهو التفات إلى مخلوق ونظر إلى مخلوق من جبريل وغيره فافهم فإن الله تعالى مدحه قبل ذلك بقوله عند ليلة الإسراء:
* (ما زاغ البصر وما طغى) * يعني ما جاوز حضرة الخطاب.
وقد سمعت سيدي عليا الخواص يقول في حديث كانت خطيئة أخي داود النظر يعني النظر إلى غير الله بغير إذن من الله.
وأما رفع اليدين إلى السماء فإنهما آلة يقبل لهما صدقات الحق تعالى التي تصدق الحق بها إليه ويضمهما إلى بعضهما كالمغترف بهما ماء كما قاله الشيخ أحمد الزاهد.
والله أعلم.
روى مسلم والنسائي وغيرهما مرفوعا: " " لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء به في الصلاة إلى السماء أو ليخطفن الله أبصارهم " ".
وروى الإمام أحمد بإسناد حسن: " " إذا سألتم الله فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء عن ظهر قلب غافل " ".
وفي رواية: " " لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه " ". والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا ندعو على أنفسنا ولا على ولدنا ولا على خادمنا ولا على ما لنا، فإن ذلك من سوء الخلق، وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وأمرنا أن ننظر إلى مجاري الأقدار الإلهية التي قدرت على من دعونا عليه، وقد فعل ما دعونا من أجله مما لا يلائم طبائعنا، وكثيرا ما يدعو الإنسان على من يحبه فيستجيب الله تعالى له فيه فلا يهون عليه ذلك، فيريد أن يرد ذلك عنه فلا يجيبه الحق تعالى.