عز وجل، وهذا العهد يخل به كثير من الناس فلا يذبح بنفسه ولا يحضر الذبح فينبغي الاعتناء بما ذكرنا.
روى البزار وأبو الشيخ وابن حبان:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها: " " قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإن لك بأول قطرة تقطر من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك، قالت: يا رسول الله ألنا ذلك خاصة أهل البيت أو لنا وللمسلمين؟ قال بل لنا وللمسلمين " ".
وفي رواية للأصبهاني مرفوعا: " " يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك فإن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب أما أنه يجاء بدمها ولحمها فيوضع في ميزانك سبعين ضعفا. فقال أبو سعيد: يا رسول الله هذا لآل محمد خاصة فإنهم أهل لما خصوا به من الخير أو لآل محمد وللمسلمين عامة؟ قال:
لآل محمد خاصة وللمسلمين عامة " ".
قال الحافظ المنذري: وقد حسن بعض مشايخنا هذا الحديث. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نتصدق بلحم أضحيتنا حتى جلدها كما ورد، ولا ندخر اللحم عندنا لنأكله في المستقبل كما يفعله بخلاء الناس، فإن ذلك لا يدفع عنا البلاء الذي شرعت له الأضحية، وكان هذا البخيل يقول رضيت بأني آكل أضحيتي ولا يندفع عني بلاء وهذا من خفة العقل، فربما يحدث ببدنه حكمة أو جرب أو جراحات أو جذام أو تهمة باطلة ونحو ذلك فيندم حيث لا ينفعه الندم ثم إن جميع ما يحصل له بعض ما يستحق مع أن ذلك لا يهون قط على الشارع صلى الله عليه وسلم كما لا يهون على الوالد وقوع البلاء والعقوبة بولده العاق له.
ومن أشرب قلبه الإيمان ومحبة الشارع صلى الله عليه وسلم ألقى قياده له، فإنه لا يأمر قط بشئ إلا وفيه مصلحة للعبد في الدنيا والآخرة.
وليحذر المضحي أن يرى له فضلا على من يرسل إليه اللحم من الفقراء، بل يرى الفضل عليه للفقير الذي يتحمل عنه البلاء بذلك الورك مثلا، بل لو عرض عليه وجع الضرس